في ذكرى ميلاده.. رشدي أباظة يسرد خطايا زوجته تحية كاريوكا.. والفنانة تواجهه بحقيقته
عرف الفنان رشدى أباظة ـ ولد في مثل هذا اليوم عام 1926 ورحل عام 1980 ـ بعلاقاته النسائية المتعددة وكذلك عدد زيجاته، فكانت أولى زيجاته الراقصة تحية كاريوكا ـ وهو في بداية مشواره الفني لم يحصل على بطولة أي عمل، بينما هي كانت راقصة مصر الأولى وكانت ممثلة في معظم أفلام تلك الفترة، التقى بها وقت خروجه من أزمة رحيل كاميليا الممثلة التي أحبها وملكت قلبه ثم فقدها قبل الزواج بأيام.
عرض رشدى أباظة على تحية الزواج ووافقت وعاشا في شهر عسل امتد ثلاث سنوات، ولأن رشدى كان دائما قلقا عصبيا شديد الغيرة دبت الخلافات بينهما وبدأ يفتش عن سلبياتها وينتقد سلوكياتها التي لا تعجبه، فكتب إليها خطابا عدد فيه محاسنها وسلبياتها التي يرفضها فكتب يصارح زوجته برأيه فيها، وقامت هي بالتالى بالرد عليه، وقام الصحفى حسن إمام عمر بنشر الخطابين في مجلة الفنون عام 1952 أي بعد طلاقهما.
رشدى يعدد النقائص
يقول رشدى اباظة في خطابه: زوجتى الحبيبة، بعد تقديم واجبات الحب والزواج انتهز فرصة هذا الخطاب لأقول لك إنى معجب بصراحتك المتناهية في مواجهة الحقائق، لكننى أعيب عليك طريقة تنفيذ هذه الصراحة، فأنت قاسية في صراحتك التي تؤذى بها من حولك، فما زلت أذكر ذلك الشاب المسكين الذى كان يمسك في يده سلسلة فضية يطوحها ذات اليمين وذات الشمال بشكل استفزك وضايقك فخطفتى السلسلة من يده ورميتها على الأرض بطول ذراعك، مع العلم أننا لا نعرفه وليس لنا شأن به.
المجاملة والتبذير
وأضاف رشدى في خطابه: يسعدنى أن أسجل حسنة لك وهى انى الاحظ انك تجاملين زميلاتك وزملائك في سرائهم وضرائهم مجاملة مخلصة تبذلين فيها مزيد من الوقت والجهد والمال وانت راضية هانئة، كما انك محدثة لبقة تجيدين توجيه دفة الحديث وقيادة الجلسة لكنك يا زوجتى لديك الكثير من النقائص التي لابد ان اوجهك بها..فإنك مسرفة في تبذيرك، بينك وبين المادة عداء قديم، ولولا اسرافك لأمكنك أداء رسالتك على الوجه الأكمل، لأن رسالة الفن لا غنى لها عن المادة، انت بوهيمية مندفعة، لا تزنى الأمور، ولو انى أقدر بوهيمية الفنان الا انك مبالغة في بوهيميتك واستهتارك، وأخيرا ارجو منك ان تتحكمى في اعصابك عندما يتملكك الغضب، ولا تثورى على أحد الا بمقدار، والحلم سيد الأخلاق يازوجتى العزيزة.
تحية كاريوكا ترد
وردا على هذا الخطاب ردت تحية كاريوكا على زوجها رشدى أباظة بخطاب لها قالت فيه: زوجى العزيز ردا على خطابك السابق اعرفك انى سررت من توجيهاتك التي ابديتها لتقويم نقائصى، ولو انه لم يلذ لى مديحك الذى كلته لى في مستهل خطابك وطريقتك في حرق البخور وتقريظ تصرفاتى بمناسبة وبدون مناسبة وكأنك منزه عن النقائص..ولا تنس انى مازلت زوجتك وأنه يخجلنى منك هذا المديح.
وأضافت كاريوكا في خطابها فقالت: أظن أن من الواجب على أن أرد عليك بعض توجيهاتك وأن ألفت نظرك إلى بعض نواقصك ـ ولو انى سأحتفظ بجزء كبير منها ـ لعل الزمن وتجارب الحياة يقومانك ويصلحان ما اعوج من نقائصك، تعيب على يازوجى صراحتى القاسية ونسيت انك اكثر منى صراحة، أما عن تبذيرى فاسمح لى أن أسألك: ماذا أفدت من تقتيرك؟ وما هو رصيدك في البنوك؟ كم عمارة تقتنى؟ لا تعايرنى ولا أعايرك الفقر طايلنى وطايلك، إضافة إلى أنك أهوج ومتسرع وكم دفعت ثمن هذا.
وتابعت: لا تغضب ياعزيزى فإنك مازلت شابا تنقصك الخبرة والدراية والتجربة والأيام كفيلة بتعليمك لكن في وقت يكون فيه الندم، ركز يا زوجى العزيز وخليك تقيل يكفى ما وجهته لك من اتهامات، واسمح لى امتدحك وأرد مجاملتك لى، يعجبنى فيك ممارستك للرياضة ولعلك تدرك أن العقل السليم في الجسم السليم، واشكر لك إخلاصك لزوجتك ولو أن هذا من أول واخص واجباتك، كما أشجع فيك إخلاصك لأصدقائك وما تقدمه لهم من مساعدات وخدمات ولو أنى أعيب عليك أن تخبرنى وأن تتحدث عن هذه المساعدات وكان من الأولى أن تتكتم عليها ولا تمن بذكرها حتى تتم معروفك.