فاشل دراسيا وكبرياؤه منعه من الوصول للعالمية.. جوانب خفية في حياة رشدي أباظة
هو الحصان الرابح نجم الشباك الأول وفتى الشاشة الأول، حياته سلسلة من الأحداث التي أثارت جدلا وبها كثير من الحب الضائع، هو من أصول إيطالية من ناحية الأم، أتقن خمس لغات فى دراسته، عضو في أشهر العائلات الأدبية والفنية فى مصر هى العائلة الأباظية، جمع بين الوسامة والموهبة الفنية والثقافة مما جعله دونجوان السينما ومعشوق السيدات هو الفنان رشدى اباظة الذى رحل في مثل هذا اليوم 27 يوليو 1980.
ولد رشدى أباظة عام 1927 بمدينة المنصورة بسبب كثرة تنقلات والده ضابط الشرطة إلا أنه قضى فترة شبابه في شارع رأفت بحى شبرا وشهد له أبناء الحى بالجدعنة والشهامة وأخلاق ابن البلد، وكان أحد أبطال الملاكمة والمصارعة الحرة حقق فيها نجاحات كثيرة، ونظرا لكثرة رسوبه في شهادة الثقافة، ألحقه والده للعمل بمكتب أحد تجار الحبوب لكنه بعد عام انتقل إلى عشق رياضة البلياردو والسينما خاصة بعد مشاهدته فيلم “ذهب مع الريح” 14 مرة ليراوده حلم النجومية.
المليونيرة الصغيرة كانت البداية
بدأ الفنان رشدى أباظة مشواره الفني بفيلم " المليونيرة الصغيرة " بعد أن اكتشفه المخرج كمال بركات فى صالة بلياردو وعرض عليه الدور أمام فاتن حمامة في دور صغير، ونتيجة لفشل هذا الفيلم اتجه إلى العمل بشركة قناة السويس موظفا وأثناء عمله التقى بالمخرج الإيطالي الفريدو سندرينى الذى عرض عليه العمل معه فى فيلم " أمينة" مقابل 500 جنيه، ثم التقى بالمخرج الايطالى فرنتشيوه واختاره لبطولة فيلم " امرأة من نار مع كاميليا " حيث تعلق بها ودخل في منافسة مع الملك فاروق على حبها، ورفضت أسرته الزواج منها وانتهت قصة الحب برحيل كاميليا محترقة في حادث طائرة،
ويحكى الناقد حسن إمام عمر في مجلة الكواكب عام 1970 عن رشدى أباظة ويقول: أعاد المخرج كمال الشيخ اكتشافه من جديد في فيلم " المؤامرة " وظل بعدها يقدم أدوارا ثانوية في السينما حتى أكد نجوميته المخرج عز الدين ذو الفقار في فيلم "الطريق" مع مع حسام الدين مصطفى، امراة في الطريق مع هدى سلطان، ليتوالى تقديمه أفلام: شروق وغروب، جميلة بوحريد، تمر حنة، في بيتنا رجل، حتى وصل الى قمة البطولة في فيلم " الاختيار "، ملاك وشيطان، الرجل الثانى، أين عقلى، الزوجة 13 وغيرها.
شهامة وجدعنة
ولان رشدى اباظة كان شخصية تحب الخير للآخرين وصاحب صاحبه كما يقولون فقد أنتج فيلما باسم " عاشور قلب الأسد " ولم يمثل فيه ليقوم الفنان عبد السلام النابلسى ببطولته لقناعته بموهبته، كما قبل الظهور ضيف شرف في فيلم " كلمة شرف " مع الفنان فريد شوقى تدعيما للفيلم.
سافر رشدى اباظة إلى إيطاليا للبحث عن فرصته هناك واستمر بها ثلاث سنوات ولم تثمر تجربته سوى عن فيلم واحد باسم "أولادى" شاركته فيه شادية ومديحة يسرى اخراج عمر جميعى ،
وادى الملوك
وكان الطريق ممهدا بعناية أمام رشدى أباظة إلى السينما العالمية، فى وقت متقارب مع تجربة عمر الشريف، ففي البداية خاض عددا من التجارب الأجنبية، منها فيلم بعنوان "وادى الملوك " إخراج روبرت بيروش عام 1954، عمل فيه دوبليرا للممثل العالمى روبرت تايلور.
وكان "أباظة" المرشح الأول لأداء شخصية "الشريف علي" التي قدمها الممثل المصرى عمر الشريف فى فيلم لورانس العرب، وتعود الواقعة إلى عام 1960 عندما أرسل مخرج الفيلم ديفيد لين مندوبه إلى مصر لعمل مقابلة مع رشدى أباظة باعتباره مرشحا للدور، لكنه تخلف عن الحضور، وفى رواية أخرى للماكير محمد عشوب، قال إن "أباظة" رفض إجراء اختبار كاميرا وشعر بالإهانة من ذلك الطلب، معتبرا نفسه نجما سينمائيا مصريا لكن كانت النتيجة إسناد الدور إلى عمر الشريف، والذى كان بمثابة انطلاقة له نحو العالمية.
فقدان العالمية
تلقى رشدى عرضا من النجم الإنجليزي جاك هوكنز للعمل في فيلم تدور أحداثه حول ملحمة بناء الأهرامات، فشارك فيه على مضض "بديلًا" لبطل الفيلم هوكنز، حول مشواره الى العالمية الذى كان ممهدا له قال عنه المخرج كمال الشيخ: كان عنده كل امكانيات العالمية لكنها مسالة ظروف فقد مثل فيلم طليانى فى مصر لكنه رفض السفر للعمل بالسينما بعد تجربة ثلاث سنوات هناك لم تسفر عن شئ.