حميدتي: الجيش فشل في تصحيح المسار.. والسودان يسير نحو الأسوأ
قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي، في مقابلة حصرية لـ "بي بي سي عربي": إن الجيش صادق في التزامه بالخروج من المشهد السياسي، طالما الهدف هو تحقيق الاستقرار والازدهار للسودان.
وفي سؤال عما إذا كان قادة الجيش "نادمين" على الخطوة التي يسمونها "تصحيح مسار"، وما يسميه البعض الآخر "انقلابا"، قال حميدتي: "للأسف الشديد، نحن لم ننجح في التغيير، لأسباب لن أتحدث عنها الآن.. عندما تفكر في التغيير يكون لديك هدف، ورؤية للتغيير.. لكن للأسف الشديد لم يتم الشيء الذي كان مخططا له، وفشل الأمر.. والآن سرنا نحو الأسوأ".
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، أطاح بحكومة حمدوك في أكتوبر الماضي وذلك منعا لانزلاق البلاد نحو الفوضى، ولتصحيح المسار، حسبما أعلن البرهان.
الترشح للرئاسة
وفي سؤال حول ما إذا كان حميدتي يفكر في الترشح للرئاسة في أي وقت من الأوقات، قال إنه ليس لديه طموح سياسي، لكنه أضاف أنه لو جاءت حكومة بها أناس وطنيون يحافظون على أمن السودان واستقراره، "لن ندخل في موضوع الترشح هذا، لكن إذا رأينا السودان ينهار سنكون حاضرين، ونحن جزء من الشعب السوداني وما ينطبق على الآخرين ينطبق علينا".
وقال دقلو: "ليس لدي طموح سياسي، لكن الواقع فرض علي أن أكون موجودا، وهذه حقيقة يجب أن أقولها. وإذا أتى أناس لسد هذا الفراغ، وهم على قدر المسؤولية، بالتأكيد سنساعدهم لكي لا ينهار بلدنا".
وأكد حميدتي أنه لا يمانع في دمج قوات التدخل السريع التي يتولى قيادتها، في الجيش السوداني، في ظل إصلاح أمني شامل.
وأضاف حميدتي أن المكوّن العسكري جاد في قضية الانسحاب من العمل السياسي والتفرغ للمهام الأمنية انصياعا لرغبة الشعب.
ودعا حميدتي القوي السياسية للاتفاق على حكومة كفاءات مستقلة تمثل كافة القوى في البلاد للخروج من الأزمة، وقال إنه سيدعم أي شخص يرغب في التقدم لقيادة البلاد.
مظاهرات في العاصمة
جاء حديث حميدتي بعد شهور من مظاهرات اجتاحت العاصمة الخرطوم ومدنا أخرى، طالب خلالها المتظاهرون الجيش بإعادة الحكومة المدنية.
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، قد أعلن في يوليو/تموز الماضي أنه مستعد للتنحي إذا تمكنت الفصائل المتنافسة من الاتفاق على حكومة مدنية، بيد أن المتظاهرين وصفوا عرضه بأنه خدعة.
وأعلن البرهان الشهر الماضي انسحاب القوات المسلحة من الحوار السياسي الذي يجري بوساطة دولية.
وقال في بيان بثه التلفزيون الرسمي: "الجيش لن يشارك في العمل السياسي"، مشيرا إلى "ضرورة عدم ابتعاد القوى السياسية عن الجيش".