الدروس المستفادة من الهجرة النبوية ندوة بثقافة الإسماعيلية | صور
نظمت إدارة الشئون الثقافية بفرع ثقافة الإسماعيلية، ندوة دينية بعنوان الدروس المستفادة للهجرة النبوية، تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والمخرج هشام عطوة، والكاتب محمد نبيل رئيس إقليم القناة وسيناء الثقافي، وشيرين عبد الرحمن رئيس فرع ثقافة الإسماعيلية.
بداية الندوة
بدأت الندوة بكلمات الترحيب من مدير عام الفرع للحضور والمنصة الكريمة المكونة من كل من الشيخ عبدالله حداد، والشيخ ربيع حبيب.
ومن جانبه قال الشيخ عبدالله حداد أحد المحاضرين بالندوة إن الهجرة النبوية الشريفة حادثًا ليس عاديًّا بل كان حدثًا تاريخيًّا غاية في الأهميّة، ومنعطفًا رئيسيًّا في تاريخ الأمّة الإسلاميّة، اتّخذ الفاروق مناسبته سببًا للتّأريخ فكان كلّ حدثٍ بعد ذلك يؤرّخ بهذه المناسبة الجلل.
الدروس المستفادة
مشيرا إلى أعظم الدروس المستفادة من الهجرة وهى الأخذ بالأسباب حيث بذل رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وصاحبه أبوبكر الصّدّيق -رضي الله عنه- كل ما في طاقتهما لإنجاح عملية الهجرة، وهذا هو الإعداد المطلوب من المؤمنين، أن يُعِدُّوا ما يستطيعون، وما فوق الاستطاعة ليس مطلوبًا منهم.
بالإضافة إلى الاعتماد على الله فلم يعتمد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على الأسباب وترك رب الأسباب، حاشا لله، إنما كان يعلم أن الأسباب لا تأتي بنتائجها إلا إذا أراد الله، ولذلك فبعد أن بذل أسبابه كاملة تحلَّى بيقين عظيم في أنَّ ما أراده الله سيكون، ظهر ذلك في كلمته الرائعة مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا.
وكذا الأمل والثقة في النصر: فلم يفقد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- روح الأمل في أي لحظة من لحظات حياته، حتى في هذه الرحلة الخطرة، وهو يخرج من مكّة بهذه الطريقة، وهو مطلوب الرأس، لا يأمن على حياته ولا على حياة أصحابه -رضوان الله عليهم-، إذا به يبشر سراقة ليس فقط بظهور الإسلام على قريش أو على العرب، بل وبسقوط عرش كسرى تحت أقدام المسلمين، وأَخْذ كنوز كسرى غنيمة، "كَأَنِّي بِكَ يَا سُرَاقَةُ تَلْبَسُ سِوارَيْ كِسْرَى".
لافتا إلى حرص رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على الصحبة: حيث رأينا حرص رسول الله في كل مراحل حياته، وفي كل خطوات دعوته على مسألة الصحبة، عاش حياته في مكّة بصحبة، وخرج إلى الطائف بصحبة، وقابل الوفود بصحبة، وعقد البيعة التي بنيت عليها دولة الإسلام بصحبة، وها هو يسأل جبريل -عليه السّلام- عن صاحبه في الهجرة، كل هذا، وهو من هو، هو رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ولكن كل الناس يحتاج إلى صحبة، وهو يعلمنا أن نبحث دائمًا عن الصحبة الصالحة، لقد سطَّر رسول الله قاعدة إسلاميّة أصيلة: "الشَّيْطَانُ مِعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الاِثْنَيْنِ أَبْعَدُ".
رسول الله.. القائد القدوة:
موضحا إن الرسول صلى الله عليه وسلّم كان القائد العظيم الذي يعيش معاناة شعبه، يهاجر كما يهاجرون، يُطارد كما يُطَاردون، يتعب كما يتعبون، يحزن كما يحزنون، يعيش معهم حياتهم بكل ما فيها من آلام وتضحيات.
كما تحدث الشيخ ربيع حبيب حول باقي الدروس المستفادة للهجرة النبوية الشريفة
الدعوة في كل مكان وزمان وقال: رأينا كيف أن الدعوة في دمّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، لا يضيع فرصة، ولا يرتبط بظرف، يدعو كل من يستطيع، رأيناه كيف دعا إلى الإسلام بريدة وأصحابه -رضي الله عنهم- من قبيلة أسلم ولم يكن همّه الرئيسي كيف يبحث عن وسيلة للهرب من بريدة.
استعداد الصّدّيق للعمل لله تحت أي ظرف:
لافتا إلى إن هذه الرحلة أظهرت استعداد الصّدّيق -رضي الله عنه- للعمل لله تحت أي ظرف، وفي كل زمان ومكان، القضية في منتهى الوضوح عند الصّدّيق، أهم شيء في حياة الصّدّيق هو أن يرضي الله ورسوله.
حب الصّدّيق لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم
حيث رأينا كيف يحب الصّدّيق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكيف لا ينتظر أمرًا ولا طلبًا، إنما يجتهد في إتقان حبِّه لرسول الله، يجهز له راحلة، يبكي من الفرح لصحبته، ينظف له الغار، يسير أمامه وخلفه حماية له، وغير ذلك من المواقف التي ذكرنا بعضها ولم نذكر أكثرها.
بذل وعطاء الصّدّيق للدعوة: رأينا بذل الصّدّيق -رضي الله عنه-وعطاء الصّدّيق وإنفاق الصّدّيق، يأخذ خمسة آلاف درهم، هي كل ما يمتلك لينفقها على دعوته، وقبلها أنفق خمسة وثلاثين ألف درهم في سبيل الله.
جهد الداعية مع أهل بيته وعشيرته
مختتما إن قصة الهجرة أمرًا لا بد أن نقف معه وقفة، فرأيتم كيف استعمل الصّدّيق عائلته كلها في سبيل الله؟ أرأيتم كيف استعمل عبد الله ابنه في نقل الأخبار؟ وكيف استعمل أسماء ابنته في نقل الطعام والشراب؟ وكيف استعمل عامر بن فهيرة مولاه في إخفاء آثار الأقدام؟ صلى الله على سيدنا وشفيعنا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين.
