تقارير: مخاوف من كارثة نووية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية
حذرت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية من أن الحرب الروسية الأوكرانية قد تنتهي بما وصفته بـ“الكارثة النووية“، سواء كانت مقصودة أو غير ذلك، حيث تدفع أهداف الحرب الموسعة روسيا إلى حافة الهاوية.
الكارثة النووية
وقالت المجلة إنه على الرغم من أن طرفي النزاع قد عدلا أهدافهما من الحرب، إلا أن الدعم العسكري لحلفاء أوكرانيا، وخاصة الولايات المتحدة، قد يدفع كييف إلى مطالبات أكثر طموحًا لإنهاء القتال على أراضيها.
وأضافت المجلة- في تحليل إخباري نشرته عبر موقعها الإلكتروني– أن الأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة في أوكرانيا هي أيضًا محض تساؤل، حيث صرح وزير الدفاع، لويد أوستن، بأن بلاده لا تريد فقط لأوكرانيا أن تظل دولة ذات سيادة وديمقراطية، ولكن أيضًا ”أن ترى روسيا ضعيفة“.
وتابعت المجلة: ”وعدت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، بأن الولايات المتحدة ستدعم أوكرانيا حتى تنتهي المعركة. وكرر الرئيس، جو بايدن، هذه النقطة، مشيرًا إلى أن واشنطن ستستمر في الدعم حتى لا تتمكن روسيا من هزيمة أوكرانيا وتجاوزها“.
وأردفت: ”في المقابل، يناقش المحللون والمسؤولون العسكريون كيف يجب أن يكون (الدعم الأمريكي الطموح) لأوكرانيا. أكد البعض الاختلافات في المصالح الأمريكية والأوكرانية، وشجعوا المزيد من الأهداف المحدودة.. نقطة الخلاف الأساسية بين هذين المعسكرين هي الاحتمالية المتصورة للتصعيد النووي“.
واستطردت: ”في حين أن أولئك الذين يدافعون عن أهداف محدودة يميلون إلى القلق بشأن احتمال التصعيد عبر العتبة النووية، يرى المحللون المؤيدون لزيادة الدعم لأوكرانيا أن تكاليف الامتيازات أكثر خطورة من المواجهة ويميلون إلى اعتبار احتمال التصعيد ضئيلًا“.
تبسيط المسارات
ورأت المجلة أن احتمالية الاستخدام النووي في أوكرانيا قد تكون منخفضة، ”لكنها ليست صفرية“، معتبرة أن المحللين الذين يتجاهلون احتمال حدوث تصعيد نووي، يبالغون إلى حد كبير في تبسيط المسارات العديدة التي يمكن أن تؤدي إلى الاستخدام النووي، سواء كان ذلك بشكل هادف أو غير مقصود.
وفي هذا السياق، أشارت المجلة إلى المعسكر الأول، وقالت إنه يعزي عدم لجوء روسيا لاستخدام الأسلحة النووية إلى الآثار التدميرية الهائلة للأسلحة النووية والمحرمات الواضحة ضد استخدامها، ويؤكد بشكل حاسم أن ”الانتقام الاستثنائي والعار العالمي سيتبع روسيا“.
وعن مسارات التصعيد غير المقصود، قالت المجلة في تحليلها: ”من المرجح أن يفكر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في استخدام الأسلحة النووية إذا واجه هزيمة إستراتيجية مدمرة أو تهديدًا وجوديًّا لنظامه“.
وأضافت: ”يجادل المتشككون في مخاوف التصعيد بأن الأسلحة النووية لن تلعب دورًا طالما تتجنب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الخطوط الحمراء لروسيا، بما في ذلك الهجمات المباشرة على القوات الروسية ونشر القوات في الأراضي الأوكرانية“.
وأوضحت: ”تفسر المخاطر المرتبطة بتجاوز هذه الخطوط الحمراء سبب رفض صانعي السياسة الأمريكيين المقترحات الخاصة بمنطقة حظر طيران فوق أوكرانيا؛ ما كان سيتطلب من القوات الغربية استهداف الجيش الروسي بشكل مباشر لفرض هذه السياسة“.
واختتمت ”ناشيونال إنترست“ تحليلها بالقول: ”إن تجنب الاشتباك المباشر مع القوات الروسية غير كافٍ لضمان عدم استخدام الأسلحة النووية. إن الاستخدام النووي ليس مجرد مفتاح تشغيل وإيقاف، وعملية إعداد الأسلحة النووية للاستخدام المحتمل تنطوي على مخاطر الاستخدام النووي غير المقصود. إن مجرد الاقتراب من الخطوط الحمراء لروسيا – حتى دون تجاوزها – يزيد من احتمالية الاستخدام النووي“.