رئيس التحرير
عصام كامل

سر إصرار روسيا على استعادة سجينها الملقب بتاجر الموت

فيكتور بوت
فيكتور بوت

تسعى روسيا إلى استعادة مواطنها فيكتور بوت، الذي يقضي عقوبة السجن 25 عاما في الولايات المتحدة، وفق ما ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، لكن هناك تساؤلات حول أسباب موسكو في الإصرار على استعادته.

فيكتور بوت

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد: ”يقضي فيكتور بوت عقوبة السجن، لمدة 25 عاما، على خلفية إدانته ببناء إمبراطورية لتهريب الأسلحة إلى جميع أنحاء العالم، حيث يتواجد حاليا في سجن بمدينة ماريون في ولاية إلينوي“.

وأضافت أن ”تاجر الموت، وهو الاسم الذي اشتهر فيه فيكتور بوت، يتواجد في سجن شديد الحراسة، يُطلق عليه جوانتانامو الصغير، وتريد روسيا ترحيله إليها بقوة، لكن السؤال الملح على الأذهان، لماذا؟“.

وأوضحت أن ”بوت البالغ من العمر 55 عاما، تاجر سلاح شهير، متهم بتحقيق أرباح كبيرة من تلك التجارة، التي أججت صراعات في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا“.

وأشارت الصحيفة إلى تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بأن الولايات المتحدة قدّمت عرضا إلى روسيا يقضي بإطلاق سراح مواطنين أمريكيين من موسكو، وهما نجمة السلة الأمريكية بريتني جرينر، والمستشار الأمني بول ويلان، لافتة إلى أن مسؤولين روسا يتوقعون ”تبادلا للسجناء“.

وأردفت أنه ”لا شك في أن فيكتور بوت سيكون الجائزة الكبرى بالنسبة للمسؤولين الروس، الذين احتجوا على طريقة معاملته منذ إلقاء القبض عليه في 2008 في تايلاند، في ضربة لإدارة مكافحة المخدرات، في الوقت الذي حذّر فيه ستيف زيزو، محامي فيكتور بوت في نيويورك، من أنه لن تكون هناك عودة لسجناء أمريكيين ما لم يتم إطلاق سراح بوت“.

أسباب الإصرار الروسي

واستطردت الصحيفة أن ”الأمر الأقل وضوحًا، هو الأسباب التي تدفع روسيا إلى الإصرار على إطلاق سراح فيكتور بوت. عندما سئل وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عن هذا الأمر، قال هذا سؤال جيد، ويرجع ذلك إلى العلاقات المتشعبة التي يملكها السجين الروسي“.

ويعتقد مسؤولون ومحللون أمريكيون أن غضب روسيا لا يرجع إلى أصول القضية التي يقضي فيكتور بوت عقوبة السجن بسببها، لكن يعود إلى العلاقات التي كانت لديه مع الاستخبارات العسكرية الروسية.

ونقلت عن لي وولوسكي، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي إبان إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، الذي قاد جهود ملاحقة بوت، قوله إنه ”من الواضح أنه يملك علاقات مهمة مع الدوائر الحكومية الروسية“.

ورأت أن الاستخبارات العسكرية الروسية، رغم أنها ليست في شهرة الاستخبارات السوفيتية، أو جهاز الأمن الفيدرالي الروسي الحالي، ألا أن سمعتها تقوم على القيام بأفعال أكثر جرأة وخطورة، حيث تم توجيه اتهامات لها خلال السنوات الأخيرة في كل شيء، بداية من قرصنة الانتخابات إلى اغتيال معارضين.

إضافة إلى ذلك، تفيد تقارير بأن فيكتور بوت ربما تكون له علاقات مع إيجور سيتشين، نائب رئيس الوزراء الروسي السابق، وحليف الرئيس فلاديمير بوتين، حيث خدم كلاهما في الجيش السوفيتي في أفريقيا خلال فترة الثمانينيات، لكن بوت نفى وجود أي علاقة بينه وبين الاستخبارات العسكرية الروسية، وقال إنه لا يعرف سيتشين.

وأوضحت أن ”صمت فيكتور بوت ربما يكون نقطة فك اللغز، حيث رفض التعاون مع السلطات الأمريكية، حتى وهو سجين لفترة تزيد على 10 سنوات معزولا في زنزانة على بعد آلاف الأميال من موسكو. وربما يجد مكافأة على هذا الصمت“.

وأشار سيمون سارادازيان، من مركز العلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفارد، إلى أن فيكتور بوت لم يكن يستطيع أن يقوم بعمليات التهريب على هذا النطاق الواسع دون حماية حكومية، ولذلك فإن روسيا ترغب بقوة في استعادته.

وأنهت الصحيفة تقريرها بالقول، إن نطاق عمل فيكتور بوت مع الاستخبارات العسكرية الروسية لا يزال موضع جدل، ولكن حجم المعدات العسكرية التي كان يعمل بها فيكتور بوت يشير إلى أنه كان يحظى بموافقة ضمنية من الجهاز الروسي البارز.

الجريدة الرسمية