رئيس التحرير
عصام كامل

31 عاما على رحيل يوسف إدريس.. تشيكوف القصة العربية

الكاتب الأديب يوسف
الكاتب الأديب يوسف إدريس

هو صاحب طبيعة ثائرة جعلت منه أديبا مشاغبا أشعل الكثير من المعارك الفكرية والسياسية رافضا كل ما يقيد حرية الإنسان، فعاش قلقا كالبركان، كان الكاتب والأديب يوسف إدريس وسيظل علامة فارقة في تاريخ تطور القصة القصيرة في مصر والعالم العربي.

بدأ حياته طبيب جراح فأصبح اكبر كتاب القصة بل ولقب بأنطون تشيكوف العرب الذى رحل فى مثل هذا اليوم الاول من اغسطس 1991 وهو فى الرابعة والستين من عمره.
 الأديب يوسف ادريس  من مواليد عام 1927، بقرية البيروم محافظة الشرقية، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة وعمل طبيبا بمستشفى قصر العينى الحكومية، وفى تلك الفترة كتب أول قصتين قصيرتين له باسم "عبد القادر طه "و"انشودة الغرباء" عام 1950، لكن جاءت انطلاقته الأدبية حين عمل محررا بجريدة المصري واعتبرت قصته الأولى التي نشرت بها بعنوان "النظرة " بداية حقيقية له كأديب. 

أرخص الليالي 

انتقل يوسف إدريس إلى مجلة روزا اليوسف رئيسا للقسم الأدبي وفي نفس الوقت افتتح عيادة مارس فيها مهنة الطب وعمل مفتشا صحيا في أحياء السيدة زينب والدرب الأحمر وسجن واعتقل أربع مرات بسبب اشتراكه في الحركات الوطنية وانضمامه إلى الحزب اليسارى حدتو. 

البداية الأدبية 

لمع ايه عندما نشر عندما نشرت له  مجموعته القصصية الأولى " أرخص الليالي"عام 1954 فى جريدة المصرى فسجلت اسمه كأحد كتاب القصة القصيرة فى مصر 

حول بدايته الادبية قال الدكتور يوسف إدريس: بدأت مشوارى مع المعرفة فى سن ثماني سنوات كنت اقرأ الكتاب جيدا حتى استوعبه تماما، ولا أقرأه سوى مرة واحدة باستثناء القرآن الكريم الذي كنت أقرأه مرات ومرات لأن معانيه تختلف مع السن فإيماني في الرابعة عشرة غير إيمانى فى الخمسين  ، كما كنت أقرأ روايات اجنبية مترجمة وقرأت روايات ايضا باللغتين الفرنسية والانجليزية ومنها المؤلفات الحديثة مثل الكتب العلمية وتركيب الذرة والمناهج المتقدمة حتى أصبحت القراءة ممتعة جدا ومفيدة فى اتقان اللغات وكانت أمنيتى في ذلك الوقت أن أعد دليلا للقارئ الذكى احدد فيه ما ينبغي قراءته، وان يضع كل قارئ امامه مجموعة من الكتب فى العلم والادب والتاريخ ليرى ما يجذبه فيها، لكنى لا اتصور ان يزعم طالب الجامعة انه مثقف دون ان يقرأ الجبرتى ليعرف ماكانت عليه مصر وان يقرأ الايام لطه حسين وعودة الروح لتوفيق الحكيم.


عمل يوسف ادريس محررا ثقافيا بجريدة الجمهورية وعينه السادات معاونا له فى سكرتارية الاتحاد القومى فكتب ادريس ينتقد الاتحاد القومى ففصل من جميع مناصبه.
كانت مرحلة الستينات اكثر فترات نجاحه الادبى الا ان حقبة السبعينات شكلت مراحل المعاناة بالنسبة له فاصاب الركود انتاجه الا من مجموعة قصصية واحدة هى ( بيت من لحم ).

وشغل مناصب عديدة منها رئيس قطاع المسرح إلى أن انتقل كاتبا متفرغا بجريدة الاهرام خاض فيها معارك فكرية وأدبية وصلت إلى القضاء بسبب مقالاته السياسية.

وفى عام 1956 نشر اول رواية قصيرة له باسم "قصة حب" ليقدم بعدها مسرحيتين من فصل واحد هما ملكة القطن وجمهورية فرحات ثم مسرحية اللحظة الحرجة المستوحاة من ازمة قناة السويس ورد الفعل العالمى حيال تأميمها.

ترك يوسف ادريس الطب بصفة نهائية وتفرغ لكتابة القصة والرواية والمسرحية فقدم 11 مجموعة قصصية اشهرها ايها الرجال وأرخص الليالي والحرام  و9 مسرحيات اشهرها الفرافير، والمهزلة الأرضية، المخططين، البهلوان. 
اجتمعت أعمال يوسف إدريس على معاناة المواطن البسيط بل الفقير  فكتب من الروايات: الحرام، النداهة، العيب، البيضا، رجال وثيران وغيرها، كما قدم 15 كتابا فى الرحلات والانطباعات منها: شاهد عصره، عن عمد اسمع تسمع، فكر الفقر وفقر الفكر، خلو البال ـ أهمية ان نتثقف وغيرها.  

بيت من لحم 

نشر مجموعته بيت من لحم عام 1970، وبعدها بعام كتب مقالا في الأهرام اعترف فيه بعجزه عن الكتابة الأدبية فى ظل انتشار الفوضى وانهيار المرافق العامة فى القاهرة بل اتجه الى كتابة المقال لمناقشة السلبيات الموجودة فى المجتمع مما جر عليه المزيد من مشاكل العداء للنظام.


للدكتور يوسف إدريس مواقف فكرية كثيرة ضد الشيخ الشعراوي وضد كامب ديفيد والسادات وضد توفيق الحكيم.

بالنسبة للشعراوى اتهمه في مؤلفه" فقر الفكر وفكر الفقر)  بانه ممثل نصف موهوب لديه القدرة على اقناع الناس البسطاء بحركات جسده، ثم اعتذر له عن ذلك فى مقال نشر بجريدة الاهرام.


وهاجم كامب ديفيد واعترض على زيارة السادات للقدس وفصل من الاهرام ومنع من الكتابة فى عهد مبارك حتى وصل به الامر الى ان كتب خطابا إليه بعنوان ( اني أشكو منك اليك ).

هجوم وتكريم 

كرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمنحه جائزة الأدب ثم حصل على جائزة الدولة فى الأدب عام 1966، كما منحه السادات وسام الجمهورية.


قدمت السينما المصرية العديد من روايات يوسف إدريس فى أفلام كانت الاكثر نجاحا والتى تركت علامة فى تاريخ السينما منها النداهة، حادثة شرف، العسكرى الأسود، سجين الليل، العيب، الحرام وغيرها.


هاجم جائزة نوبل حين منحت الى الاديب نجيب محفوظ وقال انها وصلت اليه بطريق الخطأ وانه هو الاحق بها واتهم نجيب محفوظ بأنه لم يقدم شيئا جديدا في الأدب بعد ثرثرة فوق النيل.

الجريدة الرسمية