رئيس التحرير
عصام كامل

أنواع من النساء

النوع الأمريكي.. نانسي بيلوسي

لن نتحدث عن نوع من أنواع المرأة المصرية في الصفات وأساليب التعامل، هذه المرة، بل فرضت امرأة أمريكية نفسها على المسرح الدولى تهدد بإشعال نار لا تنطفئ في المحيطين الهندي والهادي.. هي مثال للنوع الأمريكي، يمكن وصفها بالنوع الكياد!
هي نانسى بيلوسي، تبلغ من العمر ٨٢ سنة، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، عن الحزب الديمقراطي الحاكم، وهى زوجة لرجل في مثل سنها تزوجها قبل عشرين عاما وضبط في مخالفة مرورية قبل ثلاثة أيام بتهمة القيادة وهو مخمور.


رأينا نانسى بيلوسي تخوض أعتى معاركها مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فقد كانت بينهما كراهية محتدمة وعميقة وكان تلاسنهما على منصة الكونجرس مشهودا ومخزيا أمام العالم كله. وفي الأيام الأخيرة أعلن مجلس النواب عزم نانسي بيلوسي زيارة اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة وتايوان !


بمجرد تضمين جدول الرحلة زيارة تايوان حتى تهيأت الصين عسكريا وهددت باعتراض مقاتلاتها لطائرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي والقيام بعمل عسكرى وليشتعل المحيط الهادي كله. وفى الاتصال الفضائي الالكتروني بين رئيس الصين ورئيس أمريكا حذر الأول نظيره الأمريكي من اللعب بالنار لأنها في نهاية المطاف ستحرق أصابعه. 

 

حرب كونية جديدة


وحتى الساعات الأخيرة كان موقف نانسي بيلوسي غامضا، لكن البيت الأبيض كان رأيه أنها زيارة غير جيدة، ورئاسة الأركان الأمريكية قال إنها غير مطلوبة، لكنه سيدافع عن طائرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، وعاد البيت الأبيض ليعلن أنه لايزال يعتبر سياسة الصين الواحدة والغموض الاستراتيجي قائمة، لكنه لن يقف صامتا إذا وقع تغيير للموقف الحالي في تايوان بالقوة! تعتبر بكين تايوان أرضا صينيا فبينهما ممر مائي صغير، وبالفعل أجرت مناورات بالذخيرة الحية وفي المياه على السواحل الصينية المقابلة ل تايوان.


وقبل ساعات، صباح اليوم، وفيما يبدو أنه تراجع محمود، أعلنت نانسى بيلوسي أنها ستقوم بجولة آسيوية لكوريا الجنوبية واليابان وماليزيا وسنغافورة لدعم الشراكة الاستراتيجية مع الحلفاء الآسيويين وتطمينهم وبحث الحكم الديمقراطي وحقوق الانسان وقضايا الآمن والطاقة، ومن الملفت للنظر سقوط إسم تايوان من جدول الزيارة.


إسقاط اسم تايوان من الزيارة التي قد تشعل حربا في مضيق تايوان يهدد حوض الباسيفيك كله، هل هو قرار، أم احتيال؟ مجلة فورين بوليسي الأمريكية نشرت تحليلا لدواعي وتداعيات الزيارة ونصح محللها بإتمام الزيارة دون الإعلان عنها، وضرب بذلك مثلا بما فعله بوريس جونسون رئيس الحكومة البريطانية المعطل حاليا لما زار كييف دون إعلان مسبق وفرض الأمر الواقع على روسيا..


على أية حال فإن الصين تراقب وتتابع، بينما يعتبر محللون أن نكوص نانسي بيلوسي عن الإعلان بجرأة عن تضمين تايوان جدول رحلتها هو انتصار للصين، وأن سياسة القوة المعلنة، مهما كان الثمن، دفعت الموقف الأمريكي إلى التراجع.

 


يمكن القول إن الحكمة هي التي انتصرت، إذا صدقت نانسي بيلوسي بالفعل ولم تزر تايوان، لأن العالم لا يحتمل نيران حرب كونية جديدة شرقي أسيا وهو يعاني الويلات من حرب شرقي أوروبا.
وتبقى الصين يقظة.. ترصد وتتابع

الجريدة الرسمية