التعليم الخاص.. صور من الماضي والحاضر
"عاهدت نفسي ألا أترك مالا بعدي وأجاهد لتحقيق ما عاهدت نفسي عليه حتى أترك بعدي شيئا للناس يتذكرونني به"..
تلك هي العبارة التي بدأ بها الدكتور محمد ربيع ناصر خليفة رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا أمام لفيف من علماء مصر وصحفييها أثناء احتفالية الجامعة بدخول كلية طب الأسنان فيها إلى موسوعة جينيس للأرقام العالمية باعتبارها أكبر كلية طب أسنان في العالم.
أتذكر أحد أيام عام ١٩٩٦م عندما زرت الدكتور محمد ربيع بالمنصورة وكان أيامها قد بدأ فكرة الاستثمار في التعليم الجامعى الخاص وذلك بمجموعة من المعاهد العليا، وأتذكر كيف كانت الصورة الذهنية المجتمعية للتعليم الجامعي الخاص وكيف تعثرت الخطى في بدايات التجربة وكيف أصر على المضي قدما في هذا الاتجاه.
بعد سنوات تغيرت نظرة المجتمع خصوصا وأن الرجل بدأ تجربة جادة ناضل من خلالها لتغيير تلك الصورة وتقديم منتج تعليمي جيد في متناول الناس وينافس به بشكل شريف، تغيرت الأوضاع والحياة وأصبح للقطاع الخاص دور كبير في التعليم الجامعي وخطا خطوات سريعة وتحول إلى قبلة تحقق رغبات قطاع كبير من الجماهير.
جامعة سفنكس
ما قاله الدكتور محمد ربيع ينطبق على عدد لا بأس به من جامعاتنا الخاصة، تلك الجامعات التي أرادت أن تصنع لنفسها دورا حقيقيا قابلا للتنافس مع كبريات الجامعات. ومع التطور في التعليم الخاص ونضوج تجربته أصبح لدينا في مصر قطاع واعد جذب العديد من أبناء الدول العربية الباحثين عن فرصة تعليمية جيدة.
لم ينس الدكتور محمد ربيع أن ينسب فضل البدايات إلى جامعة المنصورة التي أسهمت بكوادرها في الكيانات الجديدة التي طرحت على سطح التعليم العالى في المنطقة. لم يتوقف الدكتور محمد ربيع عند جامعة الدلتا التي أصبحت صرحا علميا كبيرا وانطلق إلى الصعيد فأقام جامعة سفنكس بأسيوط والتي أصبحت واقعا ملموسا في صعيد مصر.
والآن ومع الواقع الجديد لم تعد النظرة إلى التعليم الجامعى الخاص على نفس ما كانت عليه مع تنامى دور القطاع الخاص وضخ أموال ضخمة في هذا القطاع الذي لا يزال يحتاج الكثير والكثير من أجل توفير فرص تعليم تستوعب المطلوب داخليا وخارجيا.