ثلاثية الطوارئ.. ماكرون يعلن شروط فرنسا لحفظ الأمن في أفريقيا
قال الرئيس إيمانويل ماكرون، خلال خطاب ألقاه أمام الجالية الفرنسية في ياوندي عاصمة الكاميرون، إن بلاده "لن تتخلى عن أمن القارة الأفريقية".
وأشار ماكرون إلى الالتزام بأمن القارة الأفريقية وإعادة ابتكار الجهاز العسكري في منطقة الساحل، كما شدد على بقاء فرنسا ملتزمة بحزم بأمن القارة، من أجل دعم شركائنا الأفريقيين وبناءً على طلبهم".
الانسحاب من مالي
وأضاف: "نعيد تنظيم منظومتنا بالانسحاب من مالي لأن الإطار السياسي لم يعد متوفرًا ، بهدف توسيع جهازنا، خارج منطقة الساحل، إلى خليج غينيا والدول التي يتعين عليها الآن مواجهة مجموعات إرهابية تتمدّد وتتسبب باضطرابات للمنطقة كلّها".
وتابع "سنبقى ملتزمين الى جانب دول حوض بحيرة تشاد لمساعدتها على محاربة الإرهابيين الذين ينشرون الموت، منذ سنوات عدَّة، في أقصى شمال الكاميرون" حيث تنشط بوكو حرام.
واعتبر أنه على فرنسا أن "تتواجد هناك بطريقة حتى أكثر وضوحًا، بناءً على طلب الدول الإفريقية، وهو طلب جلي وصريح، من خلال حضورنا بشكل أكبر في مسألة التدريب العسكري والمعدات وتوفير الدعم للجيوش الأفريقية والبقاء قريبين منها، لمساعدتها في زيادة قدراتها، من خلال ربط جهازنا دائمًا بالأمن والدفاع والدبلوماسية والتنمية".
ثلاثية فرنسية
وشدد ماكرون على أن "هذه الثلاثية هي الوحيدة التي تسمح بالاستجابة لحالة الطوارئ الأمنية في مواجهة الإرهاب وبمعالجة الأسباب الجذرية للإرهاب". وحرص ماكرون على نفي ما اسماه "الأكاذيب" التي انتشرت في سياق الحرب في أوكرانيا.
وقال: "نتعرض للهجوم من قبل البعض الذين يقولون إن العقوبات الأوروبية هي سبب الأزمة الغذائية العالمية ومن ضمنها الأفريقية. هذا خطأ تمامًا، إذ ببساطة أصبح الغذاء كما الطاقة، سلاح حرب بيد روسيا".
ورأى أن هناك ضرورة "لبناء شراكات جديدة جماعية بنهج جديد من خلال ربط الشركات القائمة والشركات الناشئة والجمعيات والمجتمع المدني".
والتقى ماكرون ظهرًا في القصر الرئاسي الكاميروني نظيره بول بيا (89 عامًا) الذي يدير البلاد بقبضة من حديد منذ نحو 40 عامًا.
وشدد على أن الاتحاد الأوروبي قرر "القيام بكل ما يلزم لوقف هذه الحرب بدون المشاركة فيها" ومعاقبة "روسيا لتعطيل مجهودها الحربي" و"عزلها دبلوماسيا".
وتابع: "هنا نحتاج إليكم وإلا فإن هذا النمط (غزو بلد مثل أوكرانيا) سيتكرر مرارًا. ليس هذا النظام الدولي الذي نريده، (إنما نريد النظام) الذي يقوم على التعاون واحترام سيادة كل بلد".
محاربة الإرهاب
وأكد الرئيس الفرنسي أن بلاده هي "الدولة التي قدمت أكبر التزام للدول الافريقية بناء على طلبها لضمان أمنها" لكن "في إطار واضح بناء لطلب دولة ذات سيادة ولمحاربة الإرهاب".
وبدأ ماكرون الثلاثاء في الكاميرون جولة تستمر أربعة أيام في القارة الأفريقية يزور خلالها أيضًا بنين التي تواجه تحديات أمنية في منطقة الساحل، بالإضافة إلى غينيا بيساو.
وسيكون تطوير الجهاز العسكري جغرافيًّا وتنظيميًّا، وقد بدأ منذ الإعلان عن انسحاب عملية برخان من مالي أمام عداء المجلس العسكري الحاكم.