من داخل البيت الكبير.. رسالة روسيا للدول العربية
استقبل السفير أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، في وقت سابق اليوم، وزير خارجية روسيا سيرجى لافروف، الذي زار الأمانة العامة على هامش زيارته التى يجريها إلى مصر والتقى المندوبين العرب.
أبو الغيط ولافروف
وقال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أجرى أبو الغيط مباحثات موسعة مع الوزير الروسي والوفد المرافق له تناولت كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ حيث تمت مناقشة مستجدات التعاون الثنائي في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين، وكذا مذكرة التعاون لإنشاء منتدى التعاون العربي الروسي الذي ستعقد دورته السادسة عندما تتوافر الظروف المناسبة.
كما شهد اللقاء بين أبو الغيط ولافروف تبادل وجهات النظر بين الجانبين حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وبخاصة تطورات الأوضاع في أوكرانيا؛ وحرص أمين عام جامعة الدول العربية على الاستماع إلى طرح وزير الخارجية الروسي بشأن مجريات الحرب في أوكرانيا وتداعياتها المختلفة على العالم وعلى المنطقة العربية.
وجدد أبو الغيط في هذا الصدد ترحيب الأمانة العامة باتفاق إسطنبول لتسهيل عمليات تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود، وتطلعه لتنفيذه بحسن نية لتجنيب الكثير من الدول التبعات الخطيرة لأزمة الغذاء الناجمة عن الحرب.
أزمة أوكرانيا
وفي سياق الحديث عن الجهود الدبلوماسية للتسوية السلمية للأزمة، أكد أبو الغيط جدية الجهد العربي للمساهمة الفاعلة في هذه الجهود من خلال استئناف مجموعة الاتصال الوزارية العربية بشأن الأزمة في أوكرانيا اجتماعاتها لتعميق التباحث حول السبل الممكنة لتحقيق تقدم ملموس بهدف جمع الطرفين على طاولة التفاوض وبما يفضي إلى المساهمة في وقف الحرب وتسوية النزاع.
وذكر متحدث الجامعة العربية، أن المباحثات تناولت تطورات القضية الفلسطينية، حيث نقل أبو الغيط لوزير الخارجية الروسي قلقه العميق من الانسداد الذي وصلت إليه الأمور في ظل إصرار إسرائيل على استدامة الوضع الراهن الذي تتواصل فيه معاناة الفلسطينيين في غياب أي أفق لحل النزاع، وحذر أبو الغيط من أن مؤشرات التوتر أصبحت واضحة وتوحي بأن الوضع قد ينفجر في أية لحظة، خاصة في ظل الضبابية التي ستطبع الموقف الداخلي الإسرائيلي خلال المرحلة المقبلة، الأمر الذي يستدعي ضرورة تكثيف الجهود لاستعادة فرص مسار سياسي يسمح بتسوية القضية الفلسطينية.
وأضاف المتحدث، أن الجانبين استعرضا أيضا التطورات على صعيد الأزمة السورية في ضوء نتائج قمة طهران بين روسيا وإيران وتركيا.
وقال المتحدث إن وزير الخارجية الروسي، وعقب لقائه بالأمين العام، ألقى كلمة أمام مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تمحورت حول مواقف موسكو من تطورات الحرب في أوكرانيا وكذا بشأن مختلف القضايا الإقليمية.
كلمة لافروف
وقال لافروف خلال كلمة له في مقر جامعة الدول العربية، اليوم الأحد، أن العلاقات الروسية العربية قائمة على الصداقة والود، لافتا إلى أنه اتفق مع أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على تحديد خطط إضافية لتعزيز العلاقات بين الجانبين في مختلف المجالات.
وذكر وزير الخارجية الروسي أنه يتم التخطيط لعقد منتدى التعاون العربي الروسي في دورته السادسة قريبا.
كما أشاد لافروف بموقف الدول العربية المعتدل تجاه مجريات الأزمة الأوكرانية، مؤكدا أن روسيا منفتحة على الحوار مع العالم العربي ومع جميع دول العالم.
كما شرح لافروف الأسباب التي دفعت موسكو لبدء العملية العسكرية في أوكرانيا، موضحا: "كانت لدينا مخاوف مشروعة حول أمننا، وتم تجاهل مخاوفنا بشأن توسع الناتو وحصول أوكرانيا على الكثير من الأسلحة الغربية".
وتابع: "تم خرق اتفاق مينسك، وقصفت كييف المناطق الرافضة لها بالمدفعية، فيما فشل الاتحاد الأوروبي بشكل كامل في الوفاء بتعهداته".
ولفت لافروف إلى تعمد نظام كييف منع اللغة الروسية في شرق أوكرانيا ونشر العنصرية ومعاداة روسيا ودعم النازية، مذكّرا بأن الغرب عرقل عملية التفاوض، ومؤكدا في الوقت ذاته بأن روسيا لا تغلق باب المفاوضات مع أوكرانيا.
كما أشار لافروف إلى أن الأوروبيين اعتبروا أن من حق الناتو الهيمنة وفعل ما يحلو له، مؤكدا أن موسكو ترفض هذه السياسة، ومشددا على أنه لا يمكن لدول الحلف أن تحافظ على أمنها بتهديد أمن دولة أخرى.
وعن أزمة نقل الحبوب، قال لافروف، إن القوات الروسية أمنت ممرات عبر البحر الأسود لمرور سفن الحبوب، إلا أن أوكرانيا فشلت في ذلك بسبب نشرها للألغام في مياه الموانئ على البحر الأسود.