أحمد مجنون.. منصور سابقا!
سمع هس أيها القراء الأعزاء.. مذيع الجزيرة أحمد منصور توصل إلى اكتشاف هائل قد يقلب العالم رأسا على عقب.. أهم من أخر وأحدث الاختراعات الطبية والقدرة الوشيكة على التحكم تماما في الكليسترول أو الاكتشافات الكونية الأخيرة وغيرها وغيرها.. الاكتشاف الذي يطرحه المذكور هو أن تنظيم الضباط الأحرار أسسه أصلا حسن البنا! وأنه وحده الذي كان يعرف أسماء الضباط! ولكنه كلف أحد الضباط الإخوان هو الصاغ محمود لبيب مسئولية متابعة التنظيم!
ولكن محمود لبيب أيضا مرض وعند موته طلب من شخصين اثنين فقط الذهاب إليه ليسلمهما أسماء التنظيم -الأحرار يعني- الأول هو الصاغ عبد المنعم عبد الرؤوف والثاني هو البكباشي جمال عبدالناصر! الأول تخلف عن الذهاب بينما ذهب عبد الناصر! -وبطريقة سليمان غانم في ليالي الحلمية- قوم إيه بقي.. خد عبد الناصر أسماء التنظيم وراح عمل بيهم الثورة!
ثورة أم انقلاب
تخيلوا كلام المجانين هذا كان حلقة للمذيع في ذكرى ثورة يوليو أمس! وهكذا يأبى الإخوان أن يكونوا عقلاء ومحترمين! فأي طفل -أي طفل في العالم كله- يعرف أن أي تنظيم سري لا يلتزم أي عضو فيه بأي تعليمات إلا وفق شروط صارمة ومحددة.. من كلمات السر التقليدية المعروفة إليىتعليمات القائد المباشر للعضو في خليته التنظيمية حتى لو كان باسم مستعار.. وأي طفل في العالم يعرف أنه من المستحيل أن يوجد تنظيما سريا يستمر هكذا -سريا- لعشر سنوات بزعم أنه سيقوم بثورة في يوم ما!
ولا نعرف عند قيام الثورة أين ذهب أعضاء الثورة منهم ثم ظهر فجأة القادة من غير الإخوان ممن نعرفهم مثل جمال وصلاح سالم -وكلاهما كان يريد القضاء على الإخوان في مصر- وخالد وزكريا محيي الدين وحسين الشافعي وأنور السادات والبغدادي! هل خطفوهم مثلا؟! ها كانوا في حفلة تنكرية مثلا؟! لا نعرف! ولكن نسأل السؤال المهم: هل هي كانت أصلا ثورة أم انقلاب؟! أم هي ثورة لو كان قادتها إخوان وانقلاب لو كان قادتها من غير الإخوان؟!
ثم -وفي افتراضا خياليا- لو كانت القصة المذكورة حقيقية.. طيب وهل في غباء من الجماعة أكثر من ذلك؟! على كل حال.. الحلقة التي قدمها الاعلامي المذكور أمس أكبر الأدلة على حرب الجماعة الدائمة على ثورة يوليو والتي ليست فقط بسبب إطاحة الثورة لهم ولأحلامهم تماما إنما أيضا باعتبارها أحد أهم الأحداث في تاريخنا التي تثبت التحام الجيش العظيم بشعبه العظيم ومسئوليته عن تحقيق أحلامه الوطنية!
قابلت أحمد مجنون -منصور سابقا- ذات يوم بشكل عابر عند مغادرتي منزل برلنتي عبد الحميد قبيل رحيلها لرغبتها أن أقرأ كتابها الأخير عن المشير (الطريق إلي قدري.. إلي عامر).. ولم أجد فيه ما يستحق التناول.. ومن المؤكد أن أحمد منصور سعى إليها بحثا عن معركة.. ثم ليصنع من الكتاب حلقات وحلقات، وهكذا أتيحت لهؤلاء مساحات واسعة في كافة وسائل الإعلام من أجل المعركة ذاتها التي يخوضونها دون توقف.. ليس آخرها الاكتشاف أعلاه الذي دفع بالذاكرة لتستدعي من السينما مشاهد الدكتور شديد وهو يقول لأحدهم: "وماله يا خويا.. ويعمل ثورة بضباط الإخوان وميعملش ليه.. ده أنت تحفة.. ده إنت لقطة.. سبحان من أبدعك"!