رئيس التحرير
عصام كامل

ليلى مراد تحكى ذكرياتها عن يوم الثورة: "رفعت رأسي أمام الفرنسيين"

المطربة ليلى مراد
المطربة ليلى مراد

كان الثنائى أنور وجدى وليلى مراد من اشهر الثنائيات الفنية في السينما المصرية فقد قدما أنجح الأفلام وأشهرها على مر التاريخ السينمائى، حيث تعارفا في السينما وتم الزواج بينهما ليستمر سبع سنوات ثم ينتهى بالطلاق عام 1951، ثم تدخل الاهل والأصدقاء لعودة المياه الى مجاريها وانتهت بالطلاق أيضا، ونتيجة لغيرة انور وجدى من نجاح ليلى مراد وبدء عملها مع المخرج احمد سالم في فيلم “شاطئ الغرام”، بدأ أنور وجدى في محاربتها بشتى الطرق؛ مما سبب لها ازمة نفسية ذهبت على اثرها الى باريس للراحة.


وفى يوم 23 يوليو 1952، انطلقت ثورة يوليو.

 وتحكى ليلى مراد في مقال لها بمجلة “الكواكب” في يوليو 1958 عن ذكرياتها في يوم الثورة، وهى بالخارج، فقالت: كنت في باريس يوم 23 يوليو 1952، وبينما انا موجودة بغرفتى بالفندق، أذاعت إذاعة القاهرة في نشرتها الإخبارية في الثامنة والنصف بيانا، علمت فيما بعد أنه سبقت إذاعته مرات منذ الصباح الباكر، ولم اكن اعلم شيئا عن حركة الجيش في مصر في ذلك اليوم، الا اننى لم اكد استمع للبيان في الإذاعة عن تولى الجيش تطهير البلاد حتى قفزت من مكانى فاغرة فمى دهشة وعجبًا.

سلاطين ألف ليلة 

والحق أقول: إن الذين قدر لهم ان يسافروا خارج مصر هم أدرى الناس بقيمة يوم 23 يوليو، ذلك أننا حين كنا نضطر للسفر خارج مصر كنا نشعر بخجل شديد حين نذكر جنسيتنا؛ ذلك أننا لم نكن نتصفح جريدة أو مجلة أجنبية إلا وتطالعنا فيها فضائح ومخازٍ عن الملك السابق فاروق وكانوا يتهموننا بالجهل، وأننا لا نزال نعيش في ظلال سلاطين الف ليلة وليلة.

بيان الثورة 

فلما سمعت البيان الذى أعلن قيام الجيش المصرى بثورته المباركة طرت فرحا، ولم أنم ليلتها لأنى لبثت افكر في معنى البيان ومحتوياته، وصدرت صحف باريس وفيها أنباء حركة الجيش المصري، وكل جريدة تعلق على حركة الجيش، بما يتراءى لها فلم أصل مما قرأته فيها إلى رد شافٍ عما إذا كان فاروق سيظل على عرشه أو سيقتل أو يسجن أو يغادر البلاد منفيًّا وتتطهر البلاد منه.


وفى الساعة السابعة مساء 26 يوليو 1952، نقلت محطة الإذاعة في باريس نبأ تنازل فاروق عن العرش، وطرده من الأراضى المصرية هو وأسرته، ولأول مرة منذ وجودى في باريس شعرت بأننى يجب أن أفخر بمصريتى بعد طرد من كان سبب تشويه سمعة مصر وأهلها.

تقدير وفخر 

غادرتُ الفندق الذى أقيم فيه وأخذت أسير في شوارع باريس وأدخل ملاهيها ومجتمعاتها مرفوعة الرأس، رافعة رأسى أمام عبارات الإطراء والتقدير والفخر والفخر لرجال جيش مصر الذين أمكنهم أن يقوموا بمثل هذا العمل الشجاع ونحن نرد، ونقول: "تعيش مصر وجيش مصر". 

الجريدة الرسمية