بعد اختياره ضمن أعظم 10 مشروعات في العالم.. كيف حمى السد العالي مصر؟
كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أهمية بناء السد العالي، وذلك في ذكرى مرور 70 عامًا على ثورة 23 يوليو، مؤكدًا أن السد العالي حمى مصر من أخطر فيضان في عام 1988، بعد 7 سنوات من الجفاف عانت منهم مصر وبعد 18 عامًا من دخوله الخدمة، كما جعل الزراعة طوال العام بعد أن كانت موسمية.
السد العالي حمى مصر
وقال شراقي إنه تم اختيار السد العالي كأحد أعظم ١٠ مشروعات فى العالم خلال القرن الماضى، والتي أفادت البشرية وتتميز باستخدام أعلى تكنولوجيا.
وكتب عباس شراقي تدوينة على الفيس بوك " يوليو والسد العالى: السد العالى حمى مصر من ٧ سنوات جفاف من ١٩٨١ ٠ ١٩٨٧ هى الأشد فى العصر الحديث. السد العالى حمى مصر من أكبر فيضان أيضا فى العصر الحديث عام ١٩٨٨، وكأن الله جاء بالسبع سنوات العجاف قبله لنسحب كل المخزون حتى وصلنا الى منسوب ١٥٠ متر فوق سطح البحر اى قبل أن يتوقف السد عند ١٤٧ متر.، فاستطاع أن يستوعب جميع مياه الفيضان دون أى مشاكل، كما حمى مصر من فيضانات ١٩٩٨، ١٩٩٩، ٢٠٠٠، والثلاث سنوات الأخيرة. حماية مصر من الفيضانات لا تقدر بمال."
السد العالي والكهرباء
وأضاف شراقي "السد العالى أنار جميع محافظات مصر لأول مرة بكهرباء ٢١٠٠ ميجاوات كانت تشكل حوالى ٨٠% من كهرباء مصر بقيمة ١٠٠ مليون جنيه فى السنة الأولى، وحاليا حوالى ٥%. السد العالى زاد من الرقعة الزراعية ١.٥ مليون فدان فى العام التالى مباشرة بعائد انتاج زراعى حوالى ٣٠٠ مليون جنيه."
وعن أهمية السد العالي في الزراعة قال شراقي "السد العالى جعلنا نزرع طوال العام بعد ان كانت معظم الزراعة موسمية صيفية، وتوسعنا فى الزراعة حتى وصلت حاليا ١١ مليون فدان، بعضها يعتمد على مياه جوفية. السد العالى كان أساس الصناعة فى مصر بتوفير الكهرباء لمصانع حلوان للحديد والصلب ونجع حمادى للألمونيوم ومصانع الغزل والنسيج وغيرهم."
وعن أهمية السد العالي في حماية الآثار قال شراقي "السد العالى حمى الآثار المصرية مثل معبد الاقصر والكرنك من الفيضانات المدمرة التى كانت السبب الرئيسى فى تدمير الأسقف والأعمدة. السد العالى جعلنا نستغل كورنيش النيل وأكثر من ٣٠٠ جزيرة نيلية وأصبحت أغلى الأراضى بعد أن كانت اخطرها وأرخصها."
السد العالي والسياحة
وقال "السد العالى أنشأ نشاط السياحة النيلية بأكثر من ٣٠٠ فندق عائم وآلاف الأندية والعمارات والأبراج على ضفاف النيل. السد العالى حمى مصر من التخزين الاول والثانى والثالث وأى تخزين قادم فى سد النهضة إن شاء الله، ولولا السد العالى لكان سد النهضة كارثة محققة."
وأضاف "السد العالى غطى تكاليفه ٥٠٠ مليون جنيه مصرى (١.٥ مليار دولار فى ذلك الوقت) فى أقل من عام ونصف. السد العالى كون أكبر البحيرات الصناعية فى العالم ٥٠٠٠ كم٢ يمكن استغلالها لتكوين ثروة سمكية تكفى مصر، وتكوين حوالى ٩٠٠٠ كم شواطئ على بحيرة ناصر وخيرانها يمكن ان تستغل لانشاء قرى على شواطئها ومدن خلفها، تخيلوا التعمير على ضفاف البحيرة بهذا الطول الكبير، يعنى ممكن إنشاء محافظات جديدة على شواطئ البحيرة."
واختتم عباس شراقي حديثه قائلًا: "السد العالى تم اختياره كأحد أعظم ١٠ مشروعات فى العالم خلال القرن الماضى أفادت البشرية وتتميز باستخدام أعلى تكنولوجيا. رحم الله الزعيم جمال عبد الناصر وجميع شهداء السد وبارك فى بناته الذين منهم على قيد الحياه، ورحم من توفاهم الله. حفظ الله مصر وشعبها ونيلها وسدها العالى، وكل عام وأنتم بخير".