حق الإجهاض.. مظاهرات تخلق أزمة سياسة جديدة للإدارة الأمريكية
أعلنت شرط الكابيتول الأمريكية، في البيان الصادر عنها، أنها اعتقلت عدد من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين، وذلك أثناء مشاركتهم في مظاهرة لحقوق الإجهاض أمام المحكمة العليا.
أعضاء الكونجرس
وذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن أعضاء الكونجرس الأمريكي، ارتدوا عصابات كتب عليها "لن نتراجع"، وساروا من مبنى الكابيتول إلى المحكمة.
وأصدرت الشرطة الأمريكية تعليمات للمتظاهرين بالتوقف، وذلك بعد وصولهم بدقيقتين إلى المحكمة العليا، إلا أنهم لم يستجيبوا، مما استدعى الشرطة للقيام باعتقال، مبررة ذلك بأنهم كانوا يصدون الطريق بشكل غير قانوني.
الشرطة الأمريكية
وأكدت الشرطة الأمريكية في بيانها، أنها اعتقلت 35 شخصًا، من بينهم 17 فردًا في الكونجرس.
ومن ناحية أخرى، احتفل عدد من الجمهوريين، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بالقرار، واعتبروه انتصارا للعادات والتقاليد والحقوق الدستورية.
وترجع مشكلة الإجهاض في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى حقبة السبعينيات، وذلك منذ أن أقرت المحكمة العليا قانون رو في القضية الشهيرة المعروفة باسم "رو ضد وايد"، والذي تم تعميمه في جميع الولايات، والذي اعترف بحق المرأة في الإجهاض.
قانون رو
وعارضت الكنيسة الكاثوليكية الإجهاض، إلا الكنيسة المعمدانية الجنوبية، وهي أكبر طائفة إنجيلية، تقول على المستوى الرسمي إنه يجب السماح به في كثير من الظروف.
إلا أن الأحزاب الأمريكية استغلوا التوجه الديني تجاه قضية الإجهاض في تحركاتهم السياسية، وبدأ نشطاء محافظون مثل فيليس شلافلي في طرح هذه القضية باعتبارها تهديدا للقيم التقليدية وقاموا بحشد دعم الكنائس الإنجيلية التي أظهرت اهتماما على غير العادة بالسياسة بعد سلسلة من الأحكام القضائية التي قيدت إقامة الصلوات في الأماكن العامة.
إلا أن الأزمة طفت إلى السطح في الساحة الأمريكية، بعد قرار المحكمة العليا في البلاد، منذ ما يقارب من شهر، بإلغاء الحق الدستوري في الإجهاض.
وانتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن قرار المحكمة العليا، بإلغاء حق الإجهاض، وقال إن صحة وحياة النساء في بلاده أصبحت الآن في خطر.
ترامب والإجهاض
وأضاف بايدن في خطاب بالبيت الأبيض بعد صدور الحكم: "إنه يوم حزين للمحكمة وللبلاد".
ولم يغيب الرئيس الأمريكي السابق عن أزمة قانون الإجهاض، حيث وعد ترامب في 2016 بتعيين قضاة في المحكمة العليا لإبطال قانون “رو”.
وعيّن ثلاثة قضاة محافظين (ثلث المجموع) خلال أربع سنوات في المنصب، ما أدى إلى تحريك المحكمة تجاه إلغاء قانون رو الذي يمنح حق الإجهاض.
وكان القضاة الذين عيّنهم ترامب، نيل جورسوش وبريت كافانو وإيمي كوني باريت، هم الأغلبية في حكم المحكمة.
وعلق ترامب على قرار المحكمة العليا بإلغاء القانون الذي يعطي النساء الحق في الإجهاض، حيث أعرب عن إشادته بالحكم، مؤكدا أنها إرادة الله.
وقد تتأثر شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن بقرار المحكمة، خلال الانتخابات النصفية، مما دفعه إلا اتخاذ عدد من الإجراءات، منها تسهيل حصول النساء على الأدوات التي تساعد على الإجهاض، وذلك في تحدي لقرار المحكمة العليا.