رئيس التحرير
عصام كامل

قمة ماكرون والشيخ محمد بن زايد: عين الغرب على نفط ممالك الخليج

ماكرون والشيخ محمد
ماكرون والشيخ محمد بن زايد

استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس في قصر الإليزيه، رئيس دولة الإمارات،  الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في أول زيارة خارجية رسمية يجريها منذ وصوله إلى الحكم في مايو الماضى.

ماكرون وبن زايد

وجاء بين ماكرون والشيخ محمد بن زايد،  الذي تخلله التوقيع على اتفاقيات شراكة في مجال الطاقة وخاصة بشأن توريد الديزل لفرنسا، بعيد زيارة جو بايدن إلى السعودية والتي تصدرها أيضا ملف أزمة الطاقة.

وكان الهدف المعلن للقاء الذي دار بين إيمانويل ماكرون ومحمد بن زايد في قصر الإليزيه، وأعقبته مأدبة عشاء رئاسية في حديقة قصر فرساي، هو "التأكيد على الروابط المتينة" بين بلدين تربطهما شراكات اقتصادية هامة.

فرنسا والإمارات 

ففي 2019، وقعت فرنسا مع الإمارات أكبر عقد للتسلح في تاريخها، لتزويدها بـ 80 طائرة حربية من طراز رافال إلى جانب الصواريخ، في صفقة بلغ مقدارها 17 مليار يورو. كما تحتضن العاصمة الإماراتية أكبر مشروع ثقافي فرنسي بالخارج ألا وهو متحف اللوفر أبوظبي الذي تم تدشينه في 2017.

ووفق "فرانس 24" أنه بالنسبة لفرنسا، فإن الإمارات هي ثالث دولة من حيث الفائض التجاري بعد بريطانيا وسنغافورة"، حسب قول ألكسندر كازروني وهو عالم سياسي وأستاذ في المدرسة العليا للأساتذة ENSمختص في العالم الإسلامي المعاصر، والذي يؤكد على أهمية العلاقات بين البلدين فيما يخص الميزان التجاري الفرنسي.

بترول الشيوخ

كما أكد مؤلف كتاب "مرآة الشيوخ: المتحف والسياسة في إمارات الخليج العربي"، أن فرنسا وإضافة إلى توثيق الشراكات القائمة فعلا، تنتظر من الإمارات اليوم وقبل كل شيء "استجابة لأزمة الطاقة"، لأن هذه  البلاد، الحليف الاستراتيجي لفرنسا، هو ثالث منتج للبترول في منطقة الخليج بعد السعودية والعراق.

و يرى فرنسيس بيرين المتخصص في شؤون الطاقة بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، أنه و"إلى جانب كونها الشريك الاستراتيجي الأساسي لفرنسا في هذه المنطقة من العالم، فإن هذا الإمارات، هو كذلك من المنتجين القلائل في منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك، مع السعودية والعراق، القادر اليوم على إنتاج المزيد. أما الآخرين، فهم إما قد بلغوا أقصى طاقتهم الإنتاجية، أو أنهم تحت طائلة العقوبات كما هو الحال بالنسبة إلى إيران وفنزويلا". ثم يوضح قائلا "الإمارات العربية المتحدة لا تستطيع لوحدها أن تعوض واردات النفط الروسي، لكنها شريك رئيسي ضمن استراتيجية التنويع الفرنسية".

يعتبر فرنسيس بيرين أن إيمانويل ماكرون وجو بايدن ومن خلال لقاء زعماء ممالك الخليج، يريدان قبل أي شيء التأثير على قرارات أوبك بلس، المنظمة التي تضم 13 عضوا رسميا ولكن أيضا عشرة دول أخرى منتجة من بينها روسيا.

وتسبب الحظر الأوروبي على النفط الروسي والذي أعلن عنه في 31 مايو الماضي، بهدف خفض الصادرات بنسبة 90 بالمئة مع حلول 2023، في تسريع وتيرة ارتفاع أسعار الطاقة، والتي كانت تشهد في الأصل ارتفاعا كبيرا ناجما عن الاضطرابات المرتبطة بجائحة فيروس كورونا.

 

الجريدة الرسمية