الجيش السوداني تعقيبا على أحداث النيل الأزرق: لن نترك الدولة تنزلق للفوضى
في رسالة طمأنة للشعب السوداني أكد رئيس أركان الجيش السوداني الفريق أول ركن محمد عثمان حسين إن القوات المسلحة السودانية لن تترك الخرطوم تسقط في الفوضى.
رئيس أركان الجيش السوداني
وتأتي تصريحات عثمان على وقع أحداث عنف قبلي في أنحاء متفرقة بالسودان خاصة ولايتي النيل الأزرق وكسلا جنوب وشرق البلاد، إلى جانب احتقان سياسي حاد في البلاد.
وقال الحسين في كلمة خلال تلقيه تهاني العيد من قادة الجيش، اليوم الإثنين، "لا تفريط في أمن البلاد ولا في تماسك القوات المسلحة"، معربًا عن أسفه لما حدث بإقليم النيل الأزرق.
وأكد أن القوات المسلحة تتابع الأوضاع في المناطق المتأثرة بتداعيات الأحداث الأخيرة وتعمل على احتوائها بالتنسيق مع لجان الأمن.
وشدد رئيس الأركان السوداني على عدم ترك البلاد تنزلق إلى الفوضى، مشيدًا بالدور الذي تقوم به لجان أمن الولايات وقيادات الفرق بتنسيق تام لحفظ الأمن والاستقرار.
كما أكد قدرة القوات المسلحة وجاهزيتها وأنها في أفضل حالاتها وقادرة على تأمين البلاد ومقدراتها.
وعقب احداث العنف الدامي بالسودان أصدر النائب العام السودانى المكلف قرارًا بتشكيل لجنة للتحري والتحقيق في الأحداث التى وقعت بولاية النيل الأزرق.
وأدت أحداث العنف بالنيل الأزرق إلى قتل وجرح عدد من المواطنين وإتلاف الممتلكات، فيما شهدت ولاية القضارف خروج مسيرة لأبناء قبيلة الهوسا، للتنديد بتلك الأحداث الدامية.
وطالب هارون الطاهر، المتحدث باسم قبيلة الهوسا، مجلس السيادة السوداني بالقصاص للشهداء في أحداث العنف الأخيرة، حتى لا تكون مثل هذه الأعمال سببًا فى حدوث تدهور أمني بالسودان، مؤكدًا احترامهم سيادة الدولة وحرصهم على اتباع النهج الإسلامى الحنيف، والمحافظة على النسيج الاجتماعي للبلاد.
أحداث عنف بولاية النيل الأزرق
ومن جانبه أعلن والي قبيلة القضارف المكلف استنكار حكومة الولاية الأحداث المؤسفة التى شهدتها «النيل الأزرق»، وقيامها بتسيير قافلة طبية للولاية المنكوبة خلال الأيام القليلة المقبلة، إسهامًا منها فى معالجة جرحى الأحداث، داعيًا منسوبى قبيلة الهوسا إلى ضبط النفس والتزام الهدوء.
فيما قال مالك عقار، عضو مجلس السيادة الانتقالى، أن حكومة إقليم النيل الأزرق ليس لديها أى توجهات لتغيير الطبيعة الديمغرافية للمنطقة أو التأثير على الحقوق التاريخية للسكان الأصليين، معلنًا إرسال تعزيزات أمنية من القوات النظامية بالخرطوم للعمل بشكل محايد، يتفادى الاستقطابات الإثنية والعرقية بالمنطقة، وإنهاء النزاع القبلي المسلح.
من جانبه، أكد الوفد الأممى التزام بعثة «يونيتامس» بتقديم المساعدات الإنسانية لضحايا النزاع بصورة عاجلة عبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وكانت شهدت مدينة كسلا شرقي السودان اليوم، الاثنين، أعمال عنف أدت إلى حرق مقار حكومية وأسواق، ومحال تجارية، وسيارات ودراجات نارية، فيما أصدر والي الولاية المكلف خوجلي حمد عبد الله أمرًا بحظر وتقييد التجمهر والمواكب بالطرق والأماكن العامة بأحياء محلية كسلا وأسواقها المختلفة والتي يحتمل أن تؤدي إلى الإخلال بالسلامة والطمأنينة العامة.
وتوعد الوالي بمعاقبة كل من يخالف الأوامر بتعريض نفسه للمعاقبة بموجب القانون الجنائي.
قبيلة الهوسا
وأبلغ شهود عيان، بحسب «الخليج»، أن المئات من أبناء قبيلة «الهوسا» أضرموا النيران في مؤسسات حكومية وأغلقوا طرقًا حيوية، احتجاجًا على العنف بالنيل الأزرق جنوب شرقي البلاد.
وشملت أعمال العنف التي قام بها المحتجون، أمانة الحكومة الولائية ومباني البلدية بالمدينة وإدارة البترول، وحرق سيارات ودراجات نارية، ومكاتب التعليم، والغرفة التجارية، وديوان الضرائب.
ووفق الشهود، فإن الجيش تدخل لبسط الأمن بالمدينة، بعد فشل الشرطة في تفريق المحتجين والسيطرة على الأوضاع.