خبير: توجه روسيا للتعامل بالدرهم الإماراتي في تحصيل عوائدها النفطية له أبعاد سياسية واقتصادية
طالبت الحكومة الروسية بالحصول على مدفوعات مبيعاتها من النفط لبعض المصافي الهندية بالدرهم الإماراتي في إطار سياسة موسكو للتخلص من الدولار الأمريكي في المدفوعات المستحقة على مواردها المصدرة.
ويعد الدرهم الإماراتي أول عملة عربية تدرجها موسكو للحصول على مستحقاتها من واردات الطاقة في إطار البعد عن التعامل بالدولار الأمريكي.
وقال الدكتور علي الإدريسي الخبير الاقتصادي، أن قرار الحكومة الروسية بالتوجه نحو دولة الامارات للتعامل بعملتها الدرهم الاماراتى وتحصيل عائدات مبيعاتها من النفط لبعض المصافي الهندية، خطوة لها أبعادها السياسية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن العلاقات الهندية الإماراتية قوية ومتينة للغاية خاصة فيما يتعلق بعدد العمال والطاقة البشرية التي تمثل قوة ضخمة من المواطنين الهنود العاملين بدولة الإمارات وكذلك تصدير النفط الخليجى للهند والتعامل فى المجالات الاقتصادية المختلفة.
وأشار إلى أنه من بين الأسباب الاقتصادية لقرار روسيا التعامل في تحصيل عائدات النفط الروسي بالدرهم الإماراتي إلى قوة العملة الإماراتية، والاستقرار الاقتصادي والسياسي لدولة الإمارات، بالإضافة إلى العلاقات القوية مع معظم دول العالم.
وأضاف الإدريسي في تصريحاته لفيتو، ان روسيا سلكت عدة طرق لتخفيف حدة ضغط العقوبات الامريكية الغربية على اقتصادها بسبب غزوها لاوكرانيا وذلك من خلال قصر التعاملات فى تصدير النفط والغاز على عملتها الروبل، ثم توجهها للتعامل بالعملات الرقمية المشفرة ثم بعض العملات المحلية الاخرى، وأخيرا التوجه لتحصيل عائدات تصديرها للنفط لبعض مصافى الهند بالدرهم الاماراتى.
وتوقع أن يتبع الاعتماد الروسى على الدرهم الامارتى، عددا من العملات الاخرى فى المنطقة وذلك وفقا لحاجات روسيا والياتها لتخفيف حدة العقوبات الغربية عليها.
وأفادت وكالة "رويترز"، نقلًا عن مصادر، أنّ روسيا تطلب الحصول على مدفوعات مبيعات النفط لبعض المصافي الهندية بالدرهم الإماراتي، في الوقت الذي تبتعد فيه موسكو عن الدولار الأمريكي لحماية نفسها من آثار العقوبات الغربية.
وفى تقرير سابق قالت وكالة "بلومبرج"، إنّ روسيا حصلت على 24 مليار دولار من بيع الطاقة لكل من الصين والهند خلال ثلاثة أشهر فقط، من عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
ولفتت إلى أنّ الهند أنفقت حوالي 5.1 مليار دولار في نفس الفترة، ما يزيد بخمسة أضعاف عن العام الماضي.
وتمثل هذه الحصيلة نحو 13 مليار دولار إضافية في إيرادات روسيا من كلا البلدين مقارنة بالأشهر نفسها في عام 2021".
وفي وقت سابق قال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك: إن بلاده تعمل على اعتماد اليوان الصيني في التعاملات التجارية.
وأضاف نوفاك: "عقدنا صفقات لبيع الغاز والفحم الروسي باليوان الصيني".
