لماذا تفشل المؤسسات الدولية في حماية العالم من التطرف والإرهاب
رغم تنامي التطرف واختراق التيارات الإرهابية عددًا من البؤر الساخنة في بلدان المختلفة لكن يبدو للبعض أن المؤسسات الدولة المعنية وعلى رأسها الأمم المتحدة التي أصبحت أشبه بإنسان متجمد، لا تتحرك مطلقًا عند اندلاع الأزمات.
تتفكك الدول وتتنامى تيارات التطرف والعنف والإرهاب، وتمر السنوات حتى تبسط مخالبها وتنشر سمومها، ثم تكتفي الأمم المتحدة بالشجب والإدانة، ولا تتجاوز مواقفها أبعد من إصدار بيانات عاطفية، مما يجعل البعض يتساءل: ما الذي يجعل المؤسسة الدولية الأكبر في العالم بهذا العجز والجمود.
عن الأمم المتحدة
الأمم المتحدة هي منظمة حكومية دولية تهدف إلى الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وتطوير العلاقات الودية بين الدول، وتحقيق التعاون الدولي، وتشكيل مركز لتنسيق أعمال الدول، وتعدّ المنظمة الدولية الأكبر والأكثر شهرة في العالم، ويقع المقر الرئيسي على أرض دولية في مدينة نيويورك الأمريكية، ولها مكاتب رئيسية أخرى في جنيف ونيروبي وفيينا ولاهاي.
تأسست الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية بهدف منع الحروب مستقبلًا، خلفًا لعصبة الأمم غير المجدية، حيث اجتمعت 50 حكومة بسان فرانسيسكو في 25 أبريل 1945 لعقد المؤتمر، وبدأت في صياغة ميثاق الأمم المتحدة، والذي اعتُمد في 25 يونيو 1945 ودخل حيز التنفيذ في 24 أكتوبر من نفس العام.
وتشمل أهداف المنظمة وفقًا للميثاق، الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وحفظ حقوق الإنسان، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتعزيز التنمية المستدامة، ودعم القانون الدولي، وبلغ عدد الدول الأعضاء عند تأسيسها 51 دولة، وأصبحوا 193 دولة مع انضمام جنوب السودان عام 2011، إذ يمثلون تقريبًا جميع الدول ذات السيادة في العالم.
نسبة نجاح الأمم المتحدة
يقول الدكتور رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية، أن للأمم المتحدة تعجز عن التصدي لمواجهة مشكلات العالم التي تهدد السلام، في 75 % من الحالات، موضحا أنه ذلك يرجع إلى تعذر التوافق بين الدول الكبرى المشاركة في مجلس الأمن، والأخرى الوسطى التي يتردد أعضاء المجلس في مواجهتها.
وأضاف: يؤرخ خبراء العلاقات الدولية هذا التردي بداية من حقبة الحرب الباردة التي قادت العالم لصعوط الاضطراب الذي دمَّر عشرات الدول والشعوب، وسط مزاعم ثبات السلام العالمي، ما دام السلاح النووي غير مستخدم.
واختتم: نفس العقيدة تحكم الأمم المتحدة الآن، فالقضية ليست متعلقة بحماية الإنسانية أو حقوق الدول وسيادتها، بل الشيء الوحيد الذي يحرك الأمم المتحدة تهديد السلام العالمي بالتصادم بين القوى الرئيسية في العالم واحتمالية اندلاع حرب نووية فقط، بخلاف ذلك كلها توترات يمكن تجاهلها أو امتصاصها أو تركها تأكل نفسها، على حد قوله.