عندما تغيب الأخلاق والقيم
عندما يبتعد الناس عن منهج الله تعالى القويم وشريعته الغراء التي تحفظ بها القيم وتستقيم بها الحياة وعندما يبتعد الناس عن هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسنته الرشيدة تنحدر الأخلاق، وتغيب القيم الإنسانية النبيلة وتتحكم الأنفس والأنوات والأهواء والشهوات والأطماع في النفوس ويظهر الفساد في المجتمع، ويسوء حاله ويتخلف عن الركب الإنساني الكريم وتنتهك الحرمات ويغيب العدل وتضيع الحقوق، فيتحكم الأشرار ويعاني القلة من الأخيار ومن هنا وعلى أثر ذلك ينزل البلاء، وتأتي العقوبة من الله تعالى فيأخذ الناس بالجدب والغلاء والسنين وتظهر وتتفشى الأمراض النفسية والعضوية والأوبئة التي لم تكن في السلف الأول.
أمانة الاستخلاف
هذا وعندما يخون الناس أمانة الاستخلاف في الأرض والتي تعني عمارة الأرض وإقامة العدل الإلهي عليها، ونشر الرحمة الإلهية بين ربوعها يصبحون كالأنعام بل هم أضل سبيلا، وتتحول الأرض إلى عالم مملوء بالصراعات والتناحر والاقتتال ويحكم قانون الغاب.. القوي يأكل الضعيف ويهيمن ويتحكم في مقدراته ويفرض نفوذه وهذا ما نعيشه ونشاهده الآن. لقد تحول المجتمع البشري المكرم من الله تعالى بالعقل والعلم والبيان إلى مجتمع همجي يسيطر عليه أصحاب الأطماع أهل الشر والبغي والعدوان..
هذا ولما كانت شريعتنا الغراء هي مصدر قوتنا وحمايتنا وأمننا عمل أهل الشر والفساد أصحاب الأطماع على الإبعاد بيننا وبينها وإسقاطها وتغريبنا عنها فوضعوا مخططهم الإجرامي وسخروا وطوعوا له كل الإمكانيات المادية واشتروا أصحاب النفوس المريضة لتنفيذ مخططهم الإجرامي.. ولقد كان للإعلام الخائن المأجور المرتزق الذي تديره الصهيونية العالمية وأمريكا وبريطانيا وبعض دول الغرب الدور الأكبر في إسقاط هويتنا وتغريبنا عن مجتمعاتنا العربية بقيمه وعاداته الأصيلة..
وذلك بمخاطبة الأهواء في الأنفس والغرائز والشهوات من خلال ما ينشر على مختلف منابر الميديا بصورها المتعددة من أفلام وفيديوهات إباحية وجنسية تثير الغرائز والشهوات في النفوس، وخاصة في نفوس المراهقين من الشباب.. هذا مع محاربة أزهرنا الشريف أعظم منارة إسلامية على وجه الأرض والتشكيك فى مصادر شريعتنا وخاصة أصحاب الكتب الصحاح الجامعة للأحاديث النبوية الشريفة والسنة المطهرة..
هذا ولا شك أنهم قد دسوا وأدخلوا عليها ما ليس منها مما يسئ لها وقد اشتروا أبواق من أصحاب النفوس المريضة لبث سموم أفكارهم وإدارة حملة التشكيك في صحيح الدين بعدما قاموا بإعدادهم إعدادا جيدا ووفروا لهم الساحات الإعلامية لبث سموم أفكارهم المريضة المغرضة من خلالها.. أيها السادة نحن نخوض حرب دروس مع أهل الشر وأصحاب الأطماع، حرب لا رحمة فيها ولا هوادة، حرب عقائدية حرب دين وقيم وأخلاق، فالواجب أن ننتبه جيدا لما يحاك لنا من شر وتدمير لقيمنا وأخلاقنا والإقصاء بيننا وبين ديننا القيم وشريعته الغراء والتي هي مصدر الحفظ والوقاية والأمن والقوة لنا..