عانى من الضمور وأصبح سفيرًا لليونسيف.. القصة الكاملة لوفاة الطفل عمر عرشان
اتشحت صفحات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد لوفاة الطفل المغربي عمر عرشان، المعروف بالشيف عمر، والذي يبلغ من العمر 16 عامًا، بعد معاناة طويلة مع مرض ضمور العضلات، الذي لم يثنيه عن الوصول لحلمه ليصبح سفيرًا لليونسيف.
عاني من ضمور
واشتهر الطفل عمر بعشقه لفن الطبخ، الذي اتخذه وسيلة تساعده للتغلب على مرضه النادر، الضمور العضلي، لكن مرضه لم يثنيه عن الوصول لهدفه، الأمر الذي دفع منظمة الطفولة والأمومة اليونسيف لتعيينه سفيرًا لحقوق الأطفال، تقديرًا لجهوده في نشر ثقافة حقوق الطفل.
لم تكن حكاية الطفل عمر عرشان حكاية عادية لطفل عاني من مرض نادر، لكنها ملحمة للاجتهاد وعدم الاستسلام لمرض الضمور العضلي، الذي كان يعاني منه عمر، ففضل عمر الدفاع عن حقوق الأطفال من خلال تجربته الأليمة.
خاض الطفل المغربي عمر عرشان، المعروف إعلاميا بـ"الشيف عمر"، ملحمة فريدة من الصبر وبذل الجهد، فلم يستسلم عمر للمرض، لكنه دشن محتوى جديدا للدفاع عن الأطفال من ذوي الإعاقة، ليؤكد حقهم في ممارسة الأنشطة المختلفة مثل كل الأطفال الأصحاء.
سفير اليونسيف
عانى عمر من إعاقة في الحركة والنطق، بسبب مرض الضمور العضلي، فقدم وصفات للطهي عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث دشن صفحة عبر الفيس بوك بعنوان "الشيف عمر"، تابعها ما يقرب من ربع مليون شخص.
عاني عمر من ظروف صعبة، نتيجة مرضه، لكنه تمكن من الاستمرار في دراسته، حتي أصبح يتحدث ثلاث لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية.
كان عمر عرشان من أشد المحاربين للتنمر، وخاصة على ذوي الإعاقة، وبسبب اجتهاده وقوة شخصيته أختير عام 2017 شخصية الويب، في مسابقة يطلق عليها "موركو ويب أووردز"
وبعد اختيار اليونسيف لعمر كسفير له، قام السفير الأمريكي السابق في الرباط، دوايت بوش، باستقبال عمر، وقام بإعداد أحد الأطباق الشعبية المغربية معه.
وفاة عمر عرشان
لكن اليوم استيقظ نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على خبر صادم، حيث توفى عمر عرشان، وانتشر الخبر بسرعة كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتتشح صفحات النشطاء بالسواد، وأعرب النشطاء عن حزنهم العميق لوفاة سفير الطفولة عمر عرشان.
وكتب مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" في المغرب تدوينة قال فيها: "تلقينا ببالغ الحزن والحسرة، نبأ وفاة الطفل اليافع الشيف عمر، مناصر قضايا حقوق الطفل، وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم أسرة يونيسف بالمغرب إلى عائلة الفقيد عمر بأحر التعازي والمواساة القلبية."
وكتب الأخصائي النفسي محمد نصيري " بحسرة كبيرة نستقبل اليوم خبر رحيل اليافع عمر عرشان المعروف ب "الشيف عمر" وهو في زهرة العمر. "الشيف عمر" كان أكثر تشبثا بالحياة. فرغم الألم والمعاناة التي كان يُكابدها للتعايش مع مرض صعب "الوهن/ الضمور العضلي"، إلا أنه كان مثالا للقوة والصبر؛ فلطالما أطَل علينا عبر منصات التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية بابتساماته ووصفاته المتميزة وشغفه بالطبخ."
مناصر حقوق الطفل
وأضاف نصيري "لقد كان "الشيف عمر" مناصرا لحقوق الطفل لدى منظمة اليونيسيف، بعدما وجد دعما من أسرة أغدقت عليه الحب والحنان، تقبلت اختلافه وساعدته على تحويل الإعاقة إلى طاقة تشِع بالعطاء وتَنشر الأمل في كل مكان..لكنه رحل!"
وقال محمد نصيري "نعم، لقد رحل عمر، لكن ثمة أقران كثيرون لعمر عبر هذا العالم الشاسع، ولدوا ولم يختاروا أن تلحق بأجسامهم أو أذهانهم أشكالًا مختلفة من الأمراض والاضطرابات، فلا يجدون في غالب الأحيان سوى أمهاتهم اللائي يُضحين ولا يتخلَّين رغم قساوة الظروف وقلة الحيل. هؤلاء الأطفال والشباب لهم علينا جميعًا حق الاعتناء بهم بعد تقبل اختلافاتهم والإيمان بقدراتهم، فربما خذلتهم أجسامهم أو أذهانهم، لكن في نفوسهم أمل ورغبة في معانقة الحياة والعيش بكرامة. إنا لله وإنا إليه راجعون."
أما أيات ناصور سهام فعبرت عن حزنها قائلة: "انا لله وانا اليه راجعون أعلنت والدة الطفل عمر عرشان المعروف ب #الشاف_عمر عبر صفحتها الرسمية على تطبيق "انستجرام" وفاة ابنها صباح اليوم عن عمر يقارب 16 سنة بعد معاناة طويلة مع المرض. اشتهر #الطفل_عمر بعشقه لفن الطبخ، وبدأ في مشاركة متابعيه على منصات التواصل الاجتماعي حبه لهذا الفن، الذي كان في البداية مجرد وسيلة تساعده للتغلب على مرضه النادر."
الشيف عمر
وتابعت آيات قائلة: "كان عمر يطل على جمهوره بوجه طفولي مليء بالفرح والعزيمة، بالرغم من جلوسه على كرسي متحرك، إلا أن عمر كان دائما ينقل لمتابعيه الطاقة الإيجابية وكان مثالا للطفل الذي قاوم المرض بكل شجاعة وأمل في الحياة."
أما جهاد غناج فقالت: "بعد صراع مع المرض الصغير عمر عرشان الملقب بـ"الشيف عمر" ينتقل الى رحمة الله. تعازينا الحارة لوالدته انا لله وانا اليه راجعون #عمر_عرشان".
وعلقت المرأة المغربية قائلة: "هاد الطفل مغربي مسكين إسمه عمر عرشان طباخ يعمل الطبخ وعنده صفحة اسمها الشاف عمر قدر يكسب حب الناس هو والأم ديما مسكينة بجانبه، مؤخرًا عانى من وعكة صحية ألمت به واليوم يغادرنا إلى دار البقاء.. قصة عمر ملهمة في التغلب على الظروف والإعاقة وتحقيق النجاح فقد كان الشيف عمر، أصغر "بُودْكَاسْتْرْ" مغربي في مجال الطبخ، وتحقق الفيديوهات التي ينشرها على "يوتيوب" ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو يحضر أكلات مغربية وأخرى أجنبية، ملايين المشاهدات.. رحمه الله تعالى وألحقنا به مسلمين".
وردت ريم كيلاني قائلة: "الله يرحمك يا عمر عرشان الملاك ويصبر قلب اهلك واحبائك تعازيي القلبية للمغرب الحبيب واهله".