الإطاحة بالقائم بأعمال المرشد تكشف حقيقة المتاجرة بالدين داخل الإخوان
كما كان متوقعا انهى الجناح الحديدي في الإخوان المعركة الطاحنة داخل التنظيم لصالحه وأصدر مجلس الشورى العام للإخوان «جبهة محمود حسين» بيانًا رسميًا الثلاثاء الماضي أعلن فيه فصل إبراهيم منير وآخرين من عضوية التنظيم الإخواني، بعد اشهر طويلة من الصراع على السلطة والنفوذ والتمويل.
لكن اللافت في بيان إخوان محمود حسين ليس قوتهم في حسم المعركة فهذا أمر طبيعي لتيار يحكم التنظيم ومعه كل أسراره، بل تضمين قرار الفصل عددا من الأبيات القرآنية وكان ما حدث وقرار الفصل لأكبر رؤوس التنظيم كان إرضاء لله ورسوله. هكذا فجأة أصبح المختلفين من أعلى القيادات داخل الكيان الواحد أحدهم يعمل لصالح الدين والحقيقة والخير والآخر عكسه تماما.
الإخوان وحدهم أم الجميع !
يتمسك الإسلاميون وليس الإخوان وحدهم بشعارات دينية واضحة في العمل السياسي لكسب مميزات تزكيهم عن غيرهم سواء من المدنيين أو من داخل التيار الديني أو حتى داخل فيصل بعينه، وساعدتهم هذه الشعارات طوال تاريخهم في الإفلات من المحاسبة على كل المستويات والمكسب بلا مجهود، والخروج الآمن عند الفشل.
أصول العمل العام
يقول ماجد كيالي، الكاتب والباحث إن انتهاج حزب أو جماعة أو شخصية ما خطابًا دينيًّا، في العمل السياسي أو العمل العام، كان يفترض أن لا يمنحهم مكانة مقدسة، ولا يجنِّبهم المساءلة والمحاسبة، وهذا ما أسس له الخليفة الراشد الأول، أبو بكر الصديق، الذي قال في أول خطبة له بعد البيعة: أيها الناس إني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسَنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني”.
وأضاف: لكن معظم الإسلاميون تعمدوا تجاهل ذلك، في محاولتها لإضفاء قدسية على جماعتهم، أو أطروحاتها، أو أئمتها، مردفا: كل منها تدّعي أنها تحتكر تفسير الإسلام، وتمثيل المسلمين، فأصبحنا إزاء جماعات تفرض دينها، أو تفسيرها الخاص.
البيعة والطاعة
ولفت الباحث إلى أن الإسلاميين لا يطلبون أقل من الطاعة والبيعة لواليهم، أو خليفتهم، بل إن بعض الجماعات باتت تكفِّر غيرها من الجماعات الإسلامية ناهيك بتكفيرها مجتمعها ذاته إن لم ينصع لأطروحاتها، وتطعن في إسلام من يخرج على قواعدها أو مصالحها من داخل فصيلها نفسه كما يحدث داخل الإخوان حاليا.
وأوضح كيالي أن الحل يكمن في تنزيه الدين عن صراعات السلطة وتحريره من هيمنتهم، إذ يجب التمييز بين الديني والدنيوي، وخوف المنافسات وفق معاني العدل والمساواة والكرامة والحرية التي هي جوهر كل دين، ولا سيَّما الدين الإسلامي.
وأشارالباحث إلى أن سعي معظم الجماعات الإسلامية لدعوة المسلمين إلى نبذ الدولة الحديثة، أو الدولة الديمقراطية بدعوى أنها بدعة غربية، والعودة إلى الأصول أو إلى دولة الإسلام الأولية، أي الخلافة أطروحات الهدف منها ضمان مصالح الزمرة الحاكمة من القيادات على حد قوله.