طالبان في مصر!
تتنافس -وهما عند ربهما- شفيقة محمد وحميدة خليل علي أيهما أول شهيدة ضد الاحتلال الإنجليزي في ثورة ١٩.. الأولي أمام بيت سعد زغلول والثانية في مظاهرة في ساحة سيدنا الحسين! كان ذلك ومعهن شهيدات أخريات سطرن بطولة خالدة تحولت إلي يوم للمرأة المصرية وقبل أكثر من قرن كامل! وكان جد آباء بعض من يفتون اليوم بحرمة عمل المرأة لم يولدوا بعد!
بعد ٣٧ عاما من التاريخ السابق حملت زينب الكفراوى وأفكار العوادلى وتحية عبدالغفار وليلى النجار وسلوى الحسينى واعتماد عبدالمحسن وعلية حامد الشطوى السلاح في بورسعيد للدفاع عن مصر كلها وبفضل تضحياتهن عادت قناة السويس وشيدنا السد العالي وكان جد من يفتون اليوم بحرمة خروج المرأة من منزلها للعمل لم يولد!
قائمة فضليات مصر
وبين التاريخين السابقين استشهدت عالمة الذرة الفذة سميرة موسي في حادث غامض بالولايات المتحدة أقرب في كل ملامحه إلي الاغتيال.. وكان أيضا جدود من يفتون اليوم بأن المرأة لا تصلح للعمل لم يولدوا بعد!
وبعد التواريخ السابقة تولت حكمت أبو زيد أول وزيرة مصرية وزارة الشئون لتؤسس البنية الأساسية لهذه الوزارة حتى اليوم من الرائدة الريفية إلي الأسر المنتجة إلي قوانين الجمعيات الأهلية الي حتي الإشراف علي تهجير الأسر في عملية إنقاذ آثار النوبة بينما كان آباء كثير ممن يفتون اليوم بعدم صلاحية المرأة للعمل أطفالا صغارا!
وبعدها صارت الدكتورة سهير القلماوي أول رئيس لمعرض الكتاب، وبعدها صارت الدكتورة عائشة راتب أول سفيرة في تاريخ مصر! وقبل الفضليات السابقات بدأت العالمة الجليلة الدكتورة لطفية النادي الملقبة بأم الفيزياء النووية في مصر مهامها عام ١٩٥٦ في أول محطة ذرية مصرية! وقبلها بسنوات طويلة صارت فتاة أخري تحمل الاسم نفسه -في صدفة مدهشة- لطفية النادي.. كأول كابتن طيار مصرية وعربية!
وقبل هؤلاء وبعدهن عرفت مصر الدكتورة عائشة راتب ومفيدة عبد الرحمن وناهد يوسف بطلة تأسيس صناعة الدواء المصرية منذ عام ١٩٥٦ أيضا وعرفنا المستشارة تهاني الجبالي وصلابتها في تحدي الجماعة الإرهابية، والكبيرة فريدة الشوباشي والتي رفضت كل الضغوط والمغربات لتتعامل مع الإسرائيليين أثناء عملها في إذاعة مونت كارلو -بينما كان بعض شيوخ أصحاب تلك الفتاوي يغرفون من أموال بعض الدول من أجل وهبنة مصر-.
وكذلك واحدة من أعظم سيدات مصر الدكتورة نعمات أحمد فؤاد السيدة التي تصدت لبيع هضبة الأهرام ، والحفاظ علي حرمة نيل مصر بينما كان رفاق بعض من يفتون اليوم هذه الفتاوي يحملون السلاح ليقتلوا ويفجروا ويرهبوا الناس!
قائمة فضليات مصر أطول بلا جدال من قائمة كافة الإرهابيين العرب في تاريخهم كله.. منهن عدد كبير من الأمهات المثاليات يكرمهن المجتمع كل عام لدورهن العظيم في تقديم من يتحملون مسئولية هذا البلد.. ومنهن أساتذة في جامعة الأزهر نفسها.. ليس فقط في العلوم الشرعية إنما أساتذة ومدرسات في كليات الطب والهندسة وغيرها!
كل ذلك ويأتي اليوم من يدعو لإلغاء هذا التاريخ المجيد والذي كتب بالدم والدموع والشرف والعرق والتضحيات ساهمن به في صناعة مجد هذا الوطن والحفاظ عليه حرا أبيا بينما كان والد آباء جدود بعض هؤلاء.. لم يولدوا بعد!
القصة -يا سادة- ليست آراء متباينة أو متصادمة تخضع لقيمة حرية الرأي والتعبير.. إنما هي قصة ردة كاملة.. تستلزم فورا وبالقانون.. الردع والحسم!!
