نيران المحيط الهادئ تشتعل من جديد.. الصين تعلن حقوقها في المنطقة وتدعو للشراكة مع استراليا
"لا يعتبر النصر مائة مرة في مائة معركة ذروة البراعة، ولكن قمة المهارة تكمن في هزيمة العدو من دون خوض حرب" كلمة قالها الخبير الإستراتيجي الصيني "سون تزو" توضح حقيقة الصراع داخل المحيط الهادئ بين الولايات المتحدة الأمريكية وبكين
الصين والولايات المتحدة
فما يزال الصراع الصيني الأمريكي على النفوذ في منطقة المحيط الهادئ على أشده، وسط محاولة لاستقطاب الدول المشاطئة.
وعلى الرغم من أن الصين تمتثل لكلمات سون تزو وهي تنتقل نحو الأهداف الإستراتيجية من دون استثارة رد فعل عسكري من الولايات المتحدة أو أي كان.
تنامى التوتر من جديد بين واشنطن وبكين مع تشعب اهداف القوتين الإستراتيجية، حيث يقوم الطرفان بتدعيم مقدراتهما العسكرية ووجودهما في المحيط الهادي.
وبينما تتحرك الدبلوماسية الأمريكية بتحرك مياه المحيط الهادئ، تبدو بكين حريصة على قطع طريق واشنطن، تعزيزا لنفوذها بين تلك البلدان.
وفي تغير للهجة تجاه كانبرا؛ حث وزير الخارجية الصيني وانج يي وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج على معاملة الصين كشريك، وليس خصما، وتجميع "طاقة إيجابية" لتحسين العلاقات بين البلدين.
ووفقا لملخص نشرته وزارة الخارجية الصينية في ساعة متأخرة من مساء السبت، أبدى وانج أمله في أن تتمكن أستراليا من "اغتنام الفرصة واتخاذ إجراءات ملموسة والتوصل إلى فهم صحيح للصين".
وقال وانج على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في بالي يوم الجمعة الماضي إن" السبب الأساسي للصعوبات في العلاقات الصينية والأسترالية في السنوات الأخيرة يكمن في إصرار الحكومات الأسترالية السابقة على معاملة الصين باعتبارها ’خصما’ بل و’تهديدا’، مضيفا أن أقوال أستراليا وأفعالها كانت "غير مسؤولة".
صراع المحيط الهادئ
وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية وونج، إن الاجتماع مع نظيرها الصيني كان خطوة أولى نحو استقرار العلاقة، ولكن الأمر سيستغرق بعض الوقت، لكي تلغي بكين القيود التجارية المفروضة على أستراليا.
وتفرض الصين قيودا على واردات الفحم الأسترالي ومنتجات أخرى منذ عام 2020.
ومن بين شكاوى بكين دعوة كانبرا لإجراء تحقيق كامل في منشأ كوفيد-19 والتحقيق في التدخل الصيني في السياسة الأسترالية، وفرض حظر على شركة هواوي الصينية من المشاركة في طرح شبكة الجيل الخامس من الاتصالات في أستراليا.
على صعيد ذي صلة، وقعت الولايات المتحدة وتايلاند اتفاقيات اليوم لأحد لتعميق العلاقات القوية بالفعل بين البلدين؛ حيث تكثف واشنطن جهودها لمواجهة نفوذ الصين المتزايد في آسيا.
وتعهد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية التايلاندي دون برامودويناي بتعزيز الشراكات في مجال تغير المناخ وإنفاذ القانون والتعاون الأمني.
وتأتي زيارة بلينكن بعد يوم واحد من لقائه وزير الخارجية الصيني وانج يي في إندونيسيا، على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين.
كما سيلتقي بلينكن مع رئيس الوزراء برايوت تشان-أوتشا.
صراع دبلوماسي في اسيا
في المقابل انخرط وانج وزير خارجية الصين في دبلوماسية مكثفة في أنحاء آسيا في الأسابيع الأخيرة واجتمع مع برايوت يوم الثلاثاء الماضي.
وقال بلينكن عقب التوقيع على الاتفاقيات: "نأخذ الشراكة بيننا بالكامل إلى القرن الحادي والعشرين"، مضيفا أن تايلاند حليف مهم "في منطقة ترسم مسار القرن".
وأرجأ بلينكن العام الماضي رحلة إلى تايلاند، أقدم حليف للولايات المتحدة في آسيا، بعد أن أوقف جولة إقليمية عندما تم اكتشاف حالة كوفيد-19 في الوفد الصحفي المصاحب له.
وقال وزير الخارجية التايلاندي "لقد وضعنا الأساس لمدة 190 عاما قادمة"، بينما يستعد البلدان للاحتفال بمرور 190 عاما على علاقتهما في العام المقبل.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن المحادثات مع برايوت ستشمل الأزمة في ميانمار وتوسيع نطاق التعاون.
وذكرت وزارة الخارجية أنه بعد تايلاند سيتوقف بلينكن في طوكيو لتقديم التعازي للشعب الياباني بعد مقتل رئيس الوزراء السابق شينزو آبي.
لتظل الحرب الباردة مشتعلة بين واشنطن وبكين في ظل استراتيجية فرض الحلفاء بينما يحبس العالم انفاسه حتى لا تنجر البشرية في صراع عالمي جديد يكون اطرافه القوى العظمى النووية.