رئيس التحرير
عصام كامل

ناشيونال إنترست: الصين دولة عظمى والتعاون معها أفضل من احتوائها

الصراع الاقتصادي
الصراع الاقتصادي بين الصين وامريكا

يعيش العالم حالة من الحرب الباردة الجديدة الممتدة بين قوتين هما الأعظم على كوكب الارض بين الشرق والذي تمثله الصين وروسيا والغرب الذي تمثله الولايات المتحدة الأمريكية.  

الصراع بين واشنطن وبكين

وفي خضم هذا الصراع انتقد تقرير لمجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية استراتيجية البيت الابيض في احتواء الصين مؤكدا أن التعاون مع بكين افضل من العمل على احتوائها. 

ودعت المجلة الأمريكية، الولايات المتحدة إلى صياغة استراتيجية للتعاون مع الصين، مشيرة إلى أن الصين أصبحت دولة عظمى وقد يتجاوز اقتصادها، الاقتصاد الأمريكي بعد عام 2030.

ولفتت المجلة في تقرير، إلى أن بعض السياسيين يصفون الوضع الحالي بأنه «حرب باردة جديدة»، ويحثون على سياسة العزلة والاحتواء.

وقالت: «لكن هذه الاستعارة التاريخية تحرف التحدي الاستراتيجي الذي نواجهه، ففي الحرب الباردة الحقيقية، كان لدى الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي القليل من التجارة الثنائية أو الاتصال الاجتماعي، وكان الاحتواء منطقيًا».

وأضافت: «مع ذلك، تعد الصين اليوم أكبر شريك تجاري لدول أكثر من شركاء الولايات المتحدة.. صحيح أنه يجب علينا فصل المخاطر الأمنية في بعض جوانب التكنولوجيا، لكن محاولة تقليص كل التبادل التجاري مع الصين ستكون مكلفة للغاية».

تكاليف فك الارتباط عن الصين

واعتبرت المجلة أن التكاليف الحقيقية التي يتحملها الاقتصاد العالمي جراء العقوبات الحالية ضد روسيا، تعتبر ضئيلة جدا مقارنة بفك الارتباط مع الصين.

وتابعت: «تتطلب الإستراتيجية الجيدة أن تعمل الولايات المتحدة مع الصين في الوقت نفسه الذي نتنافس فيه كمنافسين استراتيجيين».

وأشارت المجلة في تقريرها إلى أن الصين هي حاليا ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ويعتقد بعض المحللين أن الناتج المحلي الإجمالي (بأسعار الصرف في السوق) قد يتجاوز الناتج الأمريكي بعد 2030.

ونبهت المجلة إلى أن الصين تواجه عددًا من المشكلات الاقتصادية والديموغرافية والسياسية، إذ إن معدل نموها يتباطأ، وإنتاجيتها الإجمالية منخفضة، وقوتها العاملة بلغت ذروتها في عام 2015، ولديها القليل من الحلفاء السياسيين.

وذكرت أنه حتى بإضافة اقتصادها إلى الاقتصاد الروسي، فهما لا يمثلان سوى خُمس الاقتصاد العالمي، بينما تمثل الولايات المتحدة واليابان وأوروبا النصف.

وقالت المجلة: «بعبارة أخرى، حتى لو كانت حرب أوكرانيا تربط روسيا بالصين حتى حقبة ما بعد الرئيس فلاديمير بوتين، فإن الديمقراطيات الغربية سيكون لديها القدرة على إنشاء نظام دولي قائم على القواعد وقادر على التأثير على السلوك الصيني.. ويجب أن يظل الحفاظ على هذه التحالفات في صميم استراتيجيتنا لما بعد حرب أوكرانيا».

وأضافت: «للولايات المتحدة مصلحة في الاستقرار والنظام.. وعندما نتحدث عن النظام الدولي، فإننا غالبًا ما نشير إلى أمرين هما، التوزيع الأساسي أو توازن القوى، ومجموعة المعايير والممارسات التي تؤثر على العلاقات بين الدول».


القوة الناعمة والصلبة

ورأت المجلة أنه من خلال تقليص القوة الناعمة والصلبة لروسيا وقوة الصين الناعمة، غيرت حرب أوكرانيا التوازن قليلًا لصالح الدول الغربية، مضيفة أن ظروف السياسة الخارجية الناجحة بعد انتهاء الحرب الأوكرانية تبدو واعدة.

وختمت بالقول: «لكن التاريخ يحمل دائما مفاجآت.. ويمكن لعدد من الأحداث أن تدمر هذه الظروف المواتية بسرعة، فعلى سبيل المثال، خرق بوتين اليائس للعتبة النووية بضربة تكتيكية، أو قيام الصين بغزو تايوان، من شأنه أن يؤدي إلى فصل هائل عن الاقتصاد العالمي أو الانقسامات الداخلية الأمريكية التي قوضت قوتنا الناعمة، ومنعنا من لعب الأوراق التي تم التعامل معها بنجاح من خلال سوء تقدير بوتين.. فالمستقبل دائمًا غير مؤكد، لكن وقت التخطيط للمستقبل قد حان الآن».

الجريدة الرسمية