ورطة رئيس سريلانكا.. من بطل أنهى حرب 30 سنة إلى مطارد متهم بالفساد.. من هو جوتابايا راجاباكسا؟
يعيش رئيس سيريلانكا جوتابايا راجاباكسا أياما حالكة بعدما خرج عليه الشعب إثر اتهامه بجرائم فساد أنهت مسيرته السياسية كاملة والتي بدأها كبطل ينظر له على أنه صاحب الفضل في إنهاء حرب أهلية استمرت نحو 30 عاما وراح ضحيتها عشرات الآلاف.
سيريلانكا
وأنهت احتجاجات سيريلانكا مستقبل راجاباكسا وهو الرئيس السريلانكي رقم ثمانية منذ استقلال البلد الآسيوي عن بريطانيا في 1949 والتي وضعته في وضع حرج جراء الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها كولومبو والتي انتهت بإعلان نيته عن إعلان استقالته وفراره من القصر الرئاسي.
فمع تصاعد حدة الأزمة الاقتصادية لم يستطع الرئيس السيريلانكي أن يصمد في وجه طوفان من المواطنين الغاضبين الذين اقتحموا قصره الرئاسي وعاثوا بمحتوياته فسادا احتجاجا على وضع اقتصادي مترد لم يشهدوا مثله منذ عقود.
وأقدم آلاف من المواطنين السريلانكيين، على اقتحام قصر الرئاسة في العاصمة كولومبو، ما اضطر السلطات إلى نقل الرئيس حفاظا على سلامته قبيل الاحتجاج.
وأظهر بث مباشر على فيسبوك من داخل منزل الرئيس مئات المحتجين، الذين لف بعضهم الأعلام حول جسده، وهم يحتشدون في الغرف والممرات ويرددون شعارات مناهضة لراجاباكسا.
من هو جوتابايا رئيس سريلانكا؟
نانداسينا جوتابايا راجاباكسا هو الرئيس الثامن لجمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية منذ العام 2019، وقبل توليه الرئاسة كان يشغل منصب وزير الدفاع من العام 2005 حتى العام 2015، وقد شهدت فترة توليه حقيبة الدفاع هزيمة متمردي نمور التاميل في 2009 بعد نحو 3 عقود على حرب أهلية راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى.
ولد جوتابايا راجاباكسا يوم 2 يونيو 1949 في بالاتوا بمقاطعة ماتارا التي تبعد نحو 186 كيلومترا عن العاصمة كولومبو.
تلقى راجاباكسا تعليمه الابتدائي والثانوي في معهد آناندا بالعاصمة كولومبو، قبل أن يلتحق بجيش بلاده العام 1971، حيث تقاعد في العام 1992 برتبة مقدم، وخلال عمله العسكري التحق أيضًا بمدرسة مكافحة التمرد وحرب الأدغال في ولاية آسام شمال شرقي الهند في العام 1980.
وحصل راجاباكسا كذلك على شهادة الماجستير في الدراسات الدفاعية من جامعة مدراس العام 1983؛ كما حصل على شهادة في تكنولوجيا المعلومات من جامعة كولومبو العام 1992.
في العام 1998، هاجر جوتابايا راجاباكسا إلى أمريكا رفقة عائلته، قبل أن يعود إلى سيريلانكا في العام 2005 عقب فوز أخيه ماهندا راجاباكسا برئاسة البلاد، ليتولى حقيبة الدفاع.
حركة التمرد في التاميل
ونظرا لدوره البارز في سحق حركة التمرد في إقليم التاميل، اعتبر كثير من السيريلانكيين جوتابايا راجاباكسا بطلا قوميا.
وكان التمرد المذكور أو ما يشار إليه بالحرب الأهلية السريلانكية انطلق في العام 1984 حيث أطلقت شرارته حركة نمور تحرير إيلام تاميل، التي كانت تطالب بإنشاء دولة تاميلية مستقلة تسمى إيلام تاميل في شمال وشرق الجزيرة.
تهم بالفساد
وخلال السنوات الماضية ومنذ تولي جوتابايا راجاباكسا السلطة في 2019 تعيش سيريلانكا على وقع أزمة اقتصادية متصاعدة زادت من حدتها جائحة كورونا التي حرمت الجزيرة من عائدات قطاعها السياحي.
وعلى رغم من التراجع العالمي في مؤشرات الاقتصاد إلا أن الوضع في سيريلانكا بلغ حدا حرجا؛ إذ يعاني البلد منذ أشهر من نقص المواد الغذائية والوقود وانقطاع الكهرباء وتضخم متسارع، بعد نفاد العملات الأجنبية الضرورية لاستيراد سلع حيوية.
كما تخلفت سريلانكا عن سداد دينها الخارجي البالغ 51 مليار دولار، وتجري محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن صفقة إنقاذ.
ويلقي الكثير من المواطنين السريلانكيين باللائمة على الرئيس راجاباكسا وحكومته، متهمين إياهم بالفساد.
موقف الولايات المتحدة الأمريكية
وفي مسعى لتهدئة الشارع الغاضب، أعلن رئيس البرلمان في سريلانكا أن الرئيس جوتابايا راجاباكسا يعتزم التنحي عن الرئاسة في 13 يوليو.
وأضاف آبيواردينا: "اتخذ (الرئيس) قرار التنحي في 13 يوليو لضمان تسليم سلمي للسلطة… لذلك أطلب من الناس احترام القانون والحفاظ على السلام".
وحضّت الولايات المتحدة، اليوم الأحد، قادة سريلانكا المستقيلين على "العمل سريعًا" لاستعادة الاستقرار الاقتصادي وتهدئة السخط الشعبي، بعد إعلان الرئيس جوتابايا راجاباكسا استعداده للتنحّي إثر فراره من قصره الذي اقتحمه عدد كبير من المحتجين.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية من بانكوك، التي يزورها الوزير أنتوني بلينكن لتقديم التعازي شخصيًا في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، إن الحكومة السريلانكيّة الجديدة يجب أن "تعمل سريعًا من أجل تحديد وتنفيذ الحلول التي من شأنها (توفير) استقرار اقتصادي طويل الأمد، وتهدئة استياء شعب سريلانكا حيال تدهور الأوضاع الاقتصاديّة، خصوصًا نقص الكهرباء والغذاء والوقود".
وعاد الهدوء إلى شوارع كولومبو العاصمة التجارية لسريلانكا، الأحد، وأبدى المحتجون سعادتهم بموافقة الرئيس جوتابايا راجاباكسه على الاستقالة بعد اقتحام منزله وسط غضب من انهيار اقتصاد البلاد لتبقى سريلانكا في حالة من الترقب في انتظار إعلان استقالة جوتابايا راجاباكسا رسميا يوم الأربعاء المقبل عملا بإعلان رئيس البرلمان السريلانكي ماهيندا أبيواردانا، والذي أكد أن الرئيس جوتابايا راجاباكسا، الذي فر السبت من مقره الرسمي في العاصمة كولومبو قبيل اقتحام محتجين غاضبين المجمع الرئاسي، وافق على التنحي الأسبوع المقبل.