القوات الروسية تضع عينها على مدينة استراتيجية استعادتها كييف في 2014
تتحضر أوكرانيا لهجوم القوات الروسية على مدينة سلوفيانسك في منطقة دونيتسك، والتي استعادتها كييف في 2014 بعد سيطرة مسلحين انفصاليين عليها لمدة 3 أشهر.
ووفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنل، تواصل القوات الروسية تعزيز ضرباتها المدفعية شرق أوكرانيا، حيث تتواصل الهجمات على سلوفيانسك والبلدات المجاورة لها، ما يشكل ضغطا على مناطق لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
وأعلن رئيس بلدية سلوفينيا، فاديم لياخ مؤخرا أنه "عندما تستأنف روسيا هجومها من المرجح أن تركز على سلوفيانسك وجارتها كراماتورسك".
وأضاف "أن الضربات التي قتلت 18 مدنيا في سلوفانسك في الأسبوعين الماضيين يبدو أنها تستهدف ترويع السكان للمغادرة".
وأوضح لياخ أن القتال وصل "إلى طريق مسدود"، بينما تزعم القوات الروسية تقدمها، إلا أنها تخسر في معارك أخرى في اليوم الذي يليه.
وقالت القوات الروسية إنها "تزحف نحو سلوفيانسك" وذلك بعدما استولت على قرية جريجوريفكا خارج بلدة سيفرسك، بحسب وكالة الأنباء الروسية "تاس".
وتكمن أهمية سلوفيانسك للقوات الروسية أنها ستشكل انتصارا "استراتيجيا" لهم، لا سيما وأنها "تمتد على طرق إقليمية ما يجعلها مركزا محليا للنقل"، ناهيك عن أهميتها لدورها في التمرد الذي دعمته روسيا في 2014، حين استولى مسلحون حينها على مركزا للشرطة وحولوه إلى مقر لهم، فيما تمكنت القوات الأوكرانية من استعادة المدينة بعد 3 شهور من سيطرة المسلحين عليها، وفق التقرير.
وأشارت الصحيفة إلى قاعدة عسكرية أوكرانية في كونستانتينوفكا، تعرضت السبت لهجوم صاروخي، ما تسبب في انفجار كبير، كما استهدفت القاعدة بذخائر عنقودية، ولكنها سقطت في حي سكني مجاور ما تسبب في إشعال النار في المباني، ونقل عدد من المدنيين للمستشفيات.
وفي مدينة دروزكيفكا، تسبب القصف الصاروخي بدمار كبير في ساحة مجمع تجاري إضافة لتضرر مباني سكنية، كما سطق صاروخ تاركا حفرة ضخمة قرب تمثال خارج مصنع للآلات.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين أوكرانيين أن "روسيا قد تتوقف عن هجماتها في دونباس"، وقال معهد دراسات الحرب ومقره واشنطن، إن موسكو لم تعلن تحقيقه مكاسب في أوكرانيا للمرة الأولى من بدء الحرب، مشيرة إلى أن هذا "الأمر لا يعني التوقف عن الأعمال العدائية".
وتستهدف القوات الروسية التي أعلنت مطلع يوليو أنها سيطرت على منطقة لوجانسك، منطقة دونيتسك لاحتلال حوض دونباس بكامله الذي يسيطر عليه جزئيا منذ عام 2014 الانفصاليون المدعومون من موسكو بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على إنستجرام السبت أن "أعين جميع الحركات والأنظمة السياسية العدوانية في العالم شاخصة الآن لترى ما تفعله روسيا بنا"، وفق وكالة فرانس برس.
وتساءل: "هل سيتمكن العالم من إحالة مجرمي الحرب الحقيقيين على القضاء؟"، محذرا من خطر "مئات الهجمات الأخرى" في حال لم يحصل ذلك.
والجمعة، اعلنت واشنطن رزمة مساعدات عسكرية جديدة لاوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، تشمل أربع منظومات لإطلاق صواريخ هيمارس وألف قذيفة عيار 155 ملم. ومن شأن هذه المساعدة أن تحسن القدرات الأوكرانية على استهداف مخازن الأسلحة لدى الجيش الروسي وسلاسل إمداده.
وحتى الآن، قدمت واشنطن مساعدات عسكرية بقيمة 6.9 مليارات دولار إلى كييف منذ بدء الحرب الروسية في 24 فبراير.
ومارست الولايات المتحدة ضغوطا دبلوماسية خلال اجتماع وزاري لمجموعة العشرين الجمعة في إندونيسيا.
وطلب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن من نظيره الصيني وانج يي خلال اجتماع السبت أن تنأى بكين بنفسها من موسكو وتدين "العدوان" الروسي على أوكرانيا.