رئيس التحرير
عصام كامل

إمبراطورية العار


العار، هو حصاد الإنسان الذي لا يعرف الشرف ولا يعرف الرحمة ولا يدرك معني الإنسانية، وهذا النوع من البشر دائماً ما نراه يتصدر المشهد العام في التاريخ، نراه علي كرسي العرش وفي ساحات المعارك ويسكن في أروقة القصور، وفي عصرنا الحديث نجده في الشوارع والميادين وإشارات المرور.


هو لا يعيش في النور، ولا يري التاريخ بالعين الموضوعية بل يحيا في ماضي الظلام، يستمتع بإراقة الدماء ويري فيها خلاصا لنفسه ولعشيرته، الشهوة في أقبح أشكالها تسكن بداخله يستمد منها الشعور بالذات ويبذل لها النفيس ويعطيها بلا حدود، وقد تم وضع أسس التحالف الشيطاني الخسيس والمؤامرة القذرة في عصرنا الحديث بين الأطرف الأربعة "أمريكا، تركيا، الإخوان وحماس"، إمبراطورية العار..

للإيقاع بمصر العظيمة، لتدمير حضارتها والقضاء علي أعظم ما تملكه وهو الإنسان المصري، والأطراف الأربعة لكل منهم مصلحة خاصة ومباشرة من وراء هذه المؤامرة الدنيئة، أمريكا تؤمن بأن مصر هي قاطرة الحضارة والتمدن في الشرق الأوسط ودونها ليس هناك كيان متماسك في المنطقة العربية، ولذلك فهي تقف حاجزا منيعا أمام المخطط الأكبر للدولة اليهودية.

وتركيا، مع الأسف الشديد تعيش إلي اليوم في عقدة الماضي، هذه العقدة النفسية التي جعلتها تنتهج كل وسائل الخسة والعار وتحتل مصر بلا شرف منذ خمسمائة سنة مضت، فأتراك اليوم لا يختلفون عن عثمانيّ الأمس، هم يحقدون علي مصر لأنها تمتلك الأصل أما هم فبلا أصل بداياتهم كانت بربرية قبلية ولا يزال هذا يؤثر كثيرا في أفكارهم حتي اليوم، والتاريخ يشهد بشكل قاطع علي ما فعلوه مع مصر إبان حكمهم لها، فقد أدخلوا مصر في نفق مظلم حالك لأكثر من ٣٠٠ سنة وأفرغوها من مضمونها الحضاري عن قصد واغتصبوا مظاهر مجدها وعزتها بدافع الحقد والتفشي وهم اليوم يحاولون أن يعيدوا تكرار هذا الجرم علي يد مرتزقة العصر (الإخوان وحماس).

ولكن اليوم ليس كالأمس، فالذي يحكم مصر الآن هم مصريون وطنيون تجري في عروقهم أصالة وادي النيل العظيم، أما الإخوان فهم بلاشك مرتزقة العصر الحديث قوما لا يعرفون الشرف ولا الرحمة وليس لهم ولاء سوي لمرشدهم ويتشابهون بشكل كبير مع طائفة الباطنية التي أرعبت العالم في العصور الوسطي وكان ولاؤها فقط لقائدها حسن الصباح، كانوا يتعاطون المخدرات كي ينفصلوا عن عالم الواقع ويبذلون حياتهم فدائا لقائدهم وشهواتهم، كان العالم كله يخشاهم فقد تخصصوا في اغتيال الملوك والعظماء حتي إنهم كادوا أن يفجعوا العالم الإسلامي ذات يوما باغتيال صلاح الدين نفسه ولكن شاء القدر أن ينجوا القائد العظيم من بين أيديهم حتي كانت نهايتهم علي يد مصر وقضي عليهم تماماً ومنطقة الباطنية في القاهرة تشهد إلي يومنا هذا أن هؤلاء انصهروا رغما عنهم في بوطقة النسيج المصري واختفي شرهم إلي الأبد .

وكذلك هم الإخوان اليوم، كادوا أن يصدموا البشرية كلها باغتيال عاطرة الذكر مصر الحبيبة، ولكن شاء القدر أن تكون نهايتهم أيضاً من خلال مصر، فكما انحصر الباطنية في أحد أحياء القاهرة القديمة يواجههم الفناء يوما بعد يوم كذلك الإخوان انحصروا في رابعة العدوية وسوف يواجهون الفناء يوما بعد يوم إلي أن تتخلص مصر من شرورهم، وهذه ليست صدفة ولكنه التاريخ الذي دائماً ما يضع مصر في فواصل الحسم ويجعلها القائد والقدوة لباقي الأمم .
الجريدة الرسمية