جونسون.. افتتاحية السقوط في أوروبا!
يتحدثون ويحصرون أسباب سقوط بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني من تعيين متحرش في موقع مهم ثم يعودون إلي الخلف عن مخالفات تخص كورونا وتجاوز الاحترازات بشأنها كاحتفال في منزل بوريس جونسون في ظل حظر التجمعات! وغيرها من الأسباب مثل العشوائية في الخروج من الاتحاد الأوروبي!
بالطبع مناقشة أسباب سقوط بوريس جونسون متاحة ومباحة للجميع.. لكن من المستحيل تجاهل الحرب الأوكرانية ولا غض الطرف عنها لأنها أصلا وراء أزمات الطاقة والحبوب في العالم وفي القلب منها أوروبا التي انقسمت وتنقسم كل يوم علي الموقف من روسيا والموقف من استيراد الطاقة منها والموقف من دعم أوكرانيا خصوصا الدعم العسكري وعلي الدعم العسكري بأسلحة هجومية من شأنها وضع الدول الأوروبية في مواجهة مع روسيا أو وضع الحرب كلها علي حافة الاتساع لتتحول إلي حرب عالمية قد -قد- تجر الكوكب إلي حرب نووية!
هذه الضغوط التي يشعر المواطن الأوروبي بنتائجها لن يمنعها أحد من التفاعل وبالتالي من التصاعد وبالتالي من التسبب في التصعيد ضد الإدارات الحاكمة وفرصة لإنعاش أفكار اليسار الأوروبي -رغم موقفه من الحرب الأوكرانية- الذي يؤمن بإنهاء تبعية أوروبا للولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي فطول الحرب -طبقا للمخطط الأمريكي - ستتسبب في اضطرابات ليست بسيطة في عديد من الدول الأوروبية سيدفع ثمنها من يتولون المسئولية وبما يمكن معه القول إن بوريس جونسون الذي تتبقي خطوة إزاحته عن رئاسة الوزراء وهي خطوة التحصيل الحاصل كما يقولون ومسألة وقت ليس أكثر لكنها من الآن ستفتح الباب لسقوط آخرين في أوروبا!
سيكون الحال عندئذ -شئنا أم أبينا- محسوبا لمصلحة الرئيس الروسي بوتين باعتبارهم خصوما أو أعداء حربه وتصوراته للأمن في أوروبا وباعتبارهم حلفاء بايدن والولايات المتحدة وهو ذاته ما جري في أعقاب حرب ٥٦ عندما صمدت مصر واستردت قناتها وشيدت السد العالي وحققت كل أهدافها بينما فشل المعتدون وسقطوا واحدا بعد الآخر.. والمدهش وصف الأزمة الحالية في بريطانيا بأنها "الأسوأ منذ عام ١٩٥٦"!