تونس إلى أين؟!
كنا ولم نزل -كمواطنين عرب نؤمن بالعروبة ووحدة المصير ونحب تونس وأهلها- من أنصار الرئيس قيس سعيد ومن الداعمين على البعد لإجراءاته كلها للحفاظ على تونس وهويتها ومستقبل أبنائها.. وكنا من الداعين للقوى الوطنية الحقيقية المنحازة لتونس بدعم الرجل والوقوف خلفه، خصوصا وهو يواجه تنظيما إرهابيا لا يعرف إلا أهدافه الخاصة، وكلها تتعارض وتتصادم مع طموحات أهلنا في البلد الأخضر!
وقلنا قبل اليوم: إن نصف ديمقراطية مع نصف ثورة لا يفيد.. إما الثورة كاملة، أي إجراءات وتغييرات جذرية، وإما الرضا بترتيبات تسمح بحرية حركة للجميع وحرية كلام للجميع حتى لو على حساب تونس! وحذرنا قبل اكتشاف مؤامرة محاولة اغتيال الرئيس قيس سعيد بعام ونصف من أنه قد يتعرض لذلك وأنه ينبغي حمايته!
ونعلم حجم براعة الجماعة الإرهابية في التشويه الإعلامي والاغتيال المعنوي. ونواجهه ونعاركه! لكن كل ذلك في جانب، وأن يؤسس لتونس المستقبل دستور لا يمنح للبرلمان حق محاسبة الحكومة فلن يكون ذلك في مصلحة الشعب الطيب.. وأن يؤسس لجمهورية تونسية جديدة يكون فيها رئيس البلاد منفردا بكل السلطات، فمن وما يدرينا من يمكنه السيطرة على المنصب في المستقبل؟!
المعركة شرسة نعم.. الخصم لا يعرف إلا السلطة ولا حدود لخصومته نعم.. لكن تبقى الدساتير مؤسسة لمستقبل قادم وليس لإدارة معارك سياسية! ولا ينبغي في إصدارها استنفار قوى كانت على الحياد ولا نزيف لحلفاء كانوا في ذات معسكر الرئيس!
حفظ الله تونس.. وحمى شعبها.. ووفق رئيسها للخطوات الأصح والأفضل.