رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف اللبنانية: اغتيال "جمو" يظهر الانكشاف الأمني للبلاد


اهتمت الصحف اللبنانية الصادر اليوم الخميس بحادثة اغتيال السياسي السوري الموالي لنظام بشار الأسد محمد ضرار جمو أمس في بلدة الصرفند بجنوب لبنان على أيدي مسلحين أمطروه بالرصاص أمام أسرته، مبدية تخوفها من أن تشهد الفترة القادمة حرب تصفية الحسابات الأمنية والاستخباراتية على الأراضي اللبنانية خاصة أن الحادث عبر عن انكشاف أمني يفاقمه الفراغ السياسي.


واعتبرت صحيفة السفير أن مكان ارتكاب الجريمة انطوى على رسالة إلى "حزب الله و"حركة أمل" مفادها أن مناطق نفوذهما مخترقة في العمق، لاسيما أن عملية الاغتيال تمت بعد وقت قصير على انفجار بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله.

ولفتت الانتباه في هذا السياق إلى ان اغتيال جمو تم بواسطة مسلحين أخذوا وقتهم في المراقبة والرصد، كمرحلة أولى، ثم في قتل الضحية بدم بارد ومن دون استخدام كاتم للصوت، وبعد ذلك في الانسحاب عبر البساتين المحيطة بالمنزل.

ورأت أن اغتيال جمو يعبر عن انتقال الصراع السوري - السوري بشكل مباشر الى لبنان الذي يبدو انه في طريقه نحو التحول الى إحدى الجبهات الأمنية المفتوحة بين معارضي النظام ومؤيديه، بشكل مباشر، بالتزامن مع تصاعد حضور .جبهة النصرة .وأخواتها في الداخل اللبناني، على حد قولها.

من جانبها ، قالت صحيفة النهار إن اغتيال جمو، الذي كان يرأس الدائرة السياسية والعلاقات الدولية في المنظمة العالمية للمغتربين العرب له دلالة خطيرة لأن الجريمة تثير مخاوف واسعة من اتساع حرب تصفية الحسابات الامنية والمخابراتية على الاراضي
اللبنانية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر معنية بهذا الجانب قلقها من تحلل القدرة اللبنانية على مواجهة الاستباحة الأمنية في ظل الانكشاف السياسي والأمني الآخذ في الاتساع مع انسداد الأفق أمام الحلول الممكنة للأزمة السياسية في البلاد والتي بدأت تزحف نحو المواقع
القيادية العسكرية والامنية وتهددها بخطر الفراغ أسوة بشلل المؤسسات الدستورية.

في المقابل، اهتمت صحيفة المستقبل بنقاشات الاتحاد الأوروبي حول إدراج "حزب الله" على لائحة الإرهاب خلال اجتماعات تبدأ اليوم لى مستوى السفراء، وذكرت الصحيفة أن بريطانيا تضغط بكل ثقلها لتصنيف الجناع العسكري لـ"حزب الله "على لائحة الارهاب الاوروبية، وذلك قبل انتقال لاجتماع مجلس الخارجية مطلع الاسبوع المقبل.

وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا وهولندا وفرنسا تعمل على اقناع النمسا وجمهورية التشيك بضرورة ادراج الحزب على اللائحة السوداء. كما لا تزال دول اخرى مثل جمهورية ايرلندا ومالطا وسلوفاكيا تبدي تحفظها ايضا لكنها اقرب الى عدم استخدام فيتو ضد القرار.

وقالت الصحيفة "إن هناك تفاؤلا في الاوساط الاوروبية ان عملية ادراج الجناح العسكري للحزب اصبحت ممكنة الحصول في اي وقت يراه الاوروبيون مناسبا، على حد قولها. وأضافت يبدو ان الأدلة التي قدمتها بلغاريا عن تفجير بورغاس، وادانة قبرص لعضو في "حزب الله بتهمة التحضير لعمليات ارهابية في الجزيرة، وتورط الحزب في الصراع السوري، كلها عوامل لم تعد تترك مجالا للبلدان الرافضة حتى الآن قرار الادارج بأن تراوغ اكثر. على حد تعبيرها.
الجريدة الرسمية