حجاج بيت الله يبدأون أعمال يوم التروية.. الإفتاء توضح سبب التسمية.. 6 أعمال في الثامن من ذي الحجة.. ومنى يستقبل ضيوف الرحمن
يتوجَّه حجاج بيت الله الحرام، اليوم الخميس الثامن من شهر ذي الحجة، إلى صعيد مِنى لقضاء يوم التروية اقتداءً بسُنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - محرِمين على اختلاف نسكهم - "متمتعين وقارنين ومفرِدين".
يوم التروية
ومن جانبها أوضحت دار الإفتاء أن يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجَّة؛ وسُمِّيَ بهذا الاسم لأنَّ الحجاج كانوا يروون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام؛ قال العلامة البابرتي في "العناية شرح الهداية" (2/ 467، ط. دار الفكر): [وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى] اهـ.
سبب تسمية يوم التروية
وقيل: سمي بذلك لحصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام؛ قال الإمام العيني في "البناية شرح الهداية" (4/ 211، ط. دار الكتب العلمية): [وإنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلًا يقول له: "إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك"، فلما أصبح رؤي، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمي يوم التروية] اهـ.
أعمال يوم التروية
1- إذا كان يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة استحب للذين أحلوا بعد العمرة، وهم المتمتعون أو مَن فسخوا إحرامهم إلى عمرة من القارنين والمفردين، أن يحرموا بالحج ضحى من مساكنهم، وكذلك مَن أراد الحج من أهل مكة، أما القارن والمفرد الذين لم يحلوا من إحرامهم فهم باقون على إحرامهم الأول.
لقول جابر رضي الله عنه في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم: «فحل الناس كلهم وقصروا، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج» مسلم (2137).
أعمال الحجاج في يوم التروية
2- يستحب لمَن يريد الإحرام الاغتسال، والتنظف، والتطيب، وأن يفعل ما فعل عند إحرامه من الميقات.
3- ينوي الحج بقلبه ويلبي قائلًا: لبيك حجًا، وإن كان خائفًا من عائق يمنعه من إتمام حجه اشترط، فقال: فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، وإذا كان حاجًا عن غيره نوى بقلبه الحج عن غيره، ثم قال: لبيك حجًا عن فلان، أو عن فلانة، أو عن أم فلان إن كانت أنثى، ثم يستمر في التلبية، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، وإن زاد: لبيك إله الحق لبيك، فحسن لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
4- يستحب للحجاج التوجُّه إلى مِنى ضحى اليوم الثامن قبل الزوال والإكثار من التلبية.
5- يصلي الحاجُّ بمِنى الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر التاسع قصرًا بلا جمع، إلا المغرب والفجر فلا يقصران؛ لقول جابر رضي الله عنه: «وركب النبي صلى الله عليه وسلم إلى منى، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلًا حتى طلعت الشمس» رواه مسلم (2137).
ويقصر الحجاج من أهل مكة الصلاة بمنى، فلا فرق بينهم وبين غيرهم من الحجاج، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى بالناس من أهل مكة وغيرهم قصرًا ولم يأمرهم بالإتمام، ولو كان واجبا عليهم لبينه لهم.
6- يستحب للحاج أن يبيت بمِنى ليلة عرفة، لفعله صلى الله عليه وسلم، فإذا صلى فجر اليوم التاسع مكث حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت سار من منى إلى عرفات ملبِّيًا أو مكبِّرًا، لقول أنس رضي الله عنه: «كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه، ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه» رواه البخاري (1549) بلفظه، ومسلم (2254)، وقد أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، لكن الأفضل لزوم التلبية لأن النبي صلى الله عليه وسلم لازمها.