رئيس التحرير
عصام كامل

"الغذاء" خطة بوتين لممارسة نفوذه عالميا.. فرض قيود صارمة على صادرات الحبوب.. والقمح وسيلة ضغط جديدة لتخفيف العقوبات

بوتين
بوتين

ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن ”الغذاء أصبح سلاح بوتين الإستراتيجي الجديد“، مشيرة إلى أنه ”مع قدرة قواته على السيطرة على صادرات الحبوب الأوكرانية، وجد الزعيم الروسي طريقة جديدة لممارسة نفوذه في جميع أنحاء العالم“.

وقالت الصحيفة ”بالرغم من أن ”الغزو وحّد الغرب لدعم أوكرانيا، استخدمت روسيا نفوذها على الصادرات الغذائية لتقسيم المجتمع الدولي؛ ما أدى لتوسيع نفوذها على الاقتصادات النامية في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا؛ ما أسفر عن تقسيم العالم بطرق لم نشهدها منذ الحرب الباردة“.

ونقلت الصحيفة عن محللين ومسؤولين غربيين قولهم، إن ”أهداف الكرملين هي استخدام المخاوف الغذائية كوسيلة لتخفيف العقوبات والحصول على تنازلات من مفاوضات وقف إطلاق النار، وبناء النفوذ التجاري“.

وأضافت الصحيفة ”لأعوام استخدم الرئيس الروسي الطاقة كسلاح، مستخدما النفط والغاز الطبيعي لاستعادة النفوذ الذي فقده مع انهيار الاتحاد السوفيتي.. والآن مع الطعام، تضيف روسيا سهما آخر لجعبتها الإستراتيجية. 

ولم يتورع المسؤولون الروس عن التباهي بقوتهم المتنامية في هذا المجال، حتى لو أنكروا استخدامها ضد دول أخرى“.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ”في الآونة الأخيرة، قال بوتين، إن عملاء الحبوب المنتظمين سيحصلون على إمداداتهم وإن أوكرانيا لها حرية تصدير المنتجات الغذائية، حيث أبلغ نظيره الإندونيسي، جوكو ويدودو، بأنه لا أحد يمنع الأوكرانيين من إزالة الألغام والسماح للسفن المحملة بالحبوب بالمغادرة من تلك الموانئ. نحن نضمن لهم الأمن“.

محاصرة الموانئ الأوكرانية

في المقابل، قالت الصحيفة الأمريكية إنه مع ذلك، يجادل مسؤولون غربيون بأن روسيا حاصرت فعليًا موانئ أوكرانيا وعومت ألغامها في البحر الأسود وفرضت قيودا صارمة على صادرات الحبوب في كلا البلدين.

وأضافت الصحيفة ”يخشى دبلوماسيون أمريكيون من أن الإستراتيجية الجيوسياسية الروسية تعمل، حيث أكد رؤساء الكتل الأفريقية والشرق أوسطية على العلاقات الوثيقة مع روسيا في الأسابيع الأخيرة، في تحول عن الأيام التي تلت الغزو مباشرة“.

حلف شمال الأطلسي

ونقلت الصحيفة عن المسؤولة السابقة المتخصصة في الغذاء في وزارة الخارجية الأمريكية، كيتلين ويلش، قولها ”من المحتمل أن تعتمد دول في شمال أفريقيا والشرق الأوسط على روسيا إذا لم تتمكن من الحصول عليها من أوكرانيا، لأنها ببساطة تريد الاستقرار السياسي والاجتماعي لديها“.

وتابعت ”يشك المسؤولون الغربيون في نوايا بوتين، قائلين إن موسكو لا تنوي السماح لأوكرانيا بالعودة إلى سوق الحبوب الدولية“.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين وأدميرالات سابقين، إنه في حال فشلت المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في إخراج محصول الحبوب هذا الصيف من أوكرانيا، فستزداد الدعوات للسفن من منظمة حلف شمال الأطلسي لفتح ممر بحري آمن في البحر الأسود.

 

وأضافت أنه حتى الآن لم تتبن واشنطن هذا الخيار، لأنه سيثير مخاطر مماثلة لمنطقة حظر الطيران المقترحة في أوكرانيا؛ ما يخاطر بمواجهات مع الألغام ومناوشات محتملة مع أي سفن روسية تنتهك المنطقة المحمية.

الجريدة الرسمية