ليس لها أصل في اللغة العربية.. أسباب هجوم عباس محمود العقاد على أغنية أيظن لنجاة
في مثل هذا اليوم الأول من يوليو 1960 قام مهرجان الأنوار الذي أقامته دار الصياد الصحفية اللبنانية بتكريم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مع الشاعر نزار قباني والمطربة نجاة الصغيرة، وذلك لفوزهم بالجائزة الكبرى عن القصيدة الرائعة “أيظن” التي كتبها نزار قباني ولحنها عبد الوهاب وغنتها نجاة.
ركب موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الطائرة مضطرا للسفر الى بيروت بالرغم من أنه مصاب بفوبيا ركوب الطائرات والأماكن العالية وله مبرراته التي لم يفصح عنها في هذا الخوف الشديد من السفر بالطائرات، وكان هذا الحدث حديث الصحافة المصرية والعربية، وذلك بالرغم من انشغاله بالإعداد لحفل عيد ثورة يوليو الثامن بتلحين الملحمة الوطنية "ذكريات" التى كان سيغنيها عبد الحليم حافظ إضافة إلى انشغاله فى بروفات النشيد الجماعي (وطنى حبيبى وطنى الأكبر يوم ورا يوم أمجاده بتكبر) مع مجموعة كبيرة من الأصوات الغنائية اللامعة.
قصيدة أيظن غنتها نجاة لأول مرة عام 1960 بسينما ريفولى وعمرها 22 عاما، وخصص إيراد حفلها لتعمير مدينة أغادير المغربية التي كان قد دكها الزلزال.
أحسن أغنية
وكانت مؤسسة الصياد قد أقامت مسابقة لاختيار أحسن أغنية عربية من حيث جمال النص واللحن والأداء والذيوع والانتشار، وشكلت لجنة التحكيم من الكاتب مصطفى أمين وتقى الدين الصلح وأمين نخلة وتوفيق الباشا، واختارت اللجنة بالإجماع أغنية أيظن للفوز بالجائزة الكبرى.
ولضيق الوقت وانشغال الموسيقار محمد عبد الوهاب اضطر للسفر بالطائرة التى أصابه الرعب منها طوال حياته وسط دهشة الناس فى المطار حيث شوهد يرتل آيات الذكر الحكيم والعرق يتصبب منه خوفا وسط تطمينات زوجته نهلة القدسى.
تسليم الجائزة
وكان فى استقباله ببيروت سعيد فريحة صاحب دار الصياد وإبراهيم خورى رئيس تحرير مجلة الشبكة والمليونير تيودور خياط الذى كان يوزع ألحان الموسيقار فى لبنان من خلال مؤسسته الشهيرة.
كانت المطربة نجاة قد سافرت إلى بيروت بمصاحبة الفرقة الماسية بقيادة أحمد فؤاد حسن قبل الحفل بأيام للتدريب وعمل بروفات السهرة التي ستعقب تسليم الجائزة بتقديم أغنيتها أيظن مع أحدث أغانيها على مسرح تياترو لبنان.
كانت نجاة قد عرضت قصيدة أيظن على كمال الطويل وبعده محمد الموجى لتلحينها فرفض لعدم ملاءمة القصيدة لصوت نجاة فأرسلت إلى جريدة الأخبار لنشر القصيدة التي قرأها محمد عبد الوهاب وأعجب بها وقرر تلحينها فكانت أول قصيدة تغني من دواوين نزار قبانى في مصر.
أخلاق فنان
قررت نجاة الصغيرة غناء قصيدة أيظن مع شركة صوت الفن التي يديرها عبد الوهاب إلا أنها كانت مرتبطة بعقد احتكار مع شركة كايروفون التي يديرها الفنان محمد فوزى، ونظرا لإعجاب فوزى بالقصيدة وافق أن يكسر احتكار نجاة لتغنيها لشركة منافسة تقوم بتوزيعها.
الغريب أن المجمع اللغوي اعترض على ركاكة كلمات أغنية أيظن وأن بها كلمات مثل فساتين ليست من أصل اللغة العربية، كما اعترض على الأغنية الأديب عباس محمود العقاد لكونها أغنية رديئة ولا ينطبق عليها قول القصيدة وأن مستواها لا يرقى لما يقدم في مصر من فن، كما أن بها مشاهد وصورا جنسية لا تناسب ثقافتنا، وشمل الهجوم مؤلف الأغنية المكتوبة بالعربية الفصحى الشاعر نزار قباني.
كلمات أيظن
تقول كلمات الأغنية: أيظن أنى لعبة في يديه..أنا لا أفكر في الرجوع إليه / اليوم عاد كأن شيئا لم يكن.. وبراءة الأطفال في عينيه / ليقول لى إنى رفيقة دربه.. وبأننى الحب والوحيد لديه / خبأت رأسى عنده.. كأننى طفل أعادوه إلى أبويه / حتى فساتينى التي أهملتها.. فرحت به رقصت على قدميه / وبدون أن أدرى تركت له يدى.. لتنام كالعصفور بين يديه..