الصحة العالمية: مصر أول دولة في شرق المتوسط تستخدم لقاح شلل الأطفال الفموي النمط ٢
قال الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط إن إقليم شرق المتوسط هو الإقليم الأخير الذي لا يزال يتوطن فيه فيروس شلل الأطفال البري. فأفغانستان وباكستان، وهما الدولتان العضوتان بالإقليم، هما آخر بلدين لا يزال يتوطن فيهما المرض.
وتابع في مؤتمر صحفي اليوم أنه بالرغم من تحديات كوفيد-19 والصراعات والجفاف وحاجة الكثير من المجتمعات إلى المساعدة في حالات الطوارئ، فإن الزخم لاستئصال شلل الأطفال في إقليمنا أقوى اليوم من أي وقت مضى. والتقدم المحرَز لا مثيل له، والالتزام السياسي أقوى مما سبق، وها نحن الآن نرى الطريق إلى نهاية شلل الأطفال في هذه المرحلة الأخيرة الحافلة بالتحديات.
وقبل أسبوعين، اجتمعت اللجنة الفرعية الإقليمية الوزارية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته لتقييم التقدم المحرز والتحديات، وحضر هذا الاجتماع كذلك قيادات الوكالات الشريكة في المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال. واليوم، نَوَدُّ أن نطلعكم على أحدث المعلومات بشأن ما أحرزناه من تقدُّمٍ صوب القضاء على شلل الأطفال؛ ذلك المرض الذي ما فتئ يدمر صحة أطفالنا الأبرياء ويخرِّب مستقبلهم.
ومعظم البلدان التي ينتشر فيها الفيروس تتأثر أيضًا بحالات طوارئ معقدة، وهو ما يطرح تحديات تتعلق بانعدام الأمن وإمكانية الوصول، واضطراب خدمات التمنيع الأساسية، وارتفاع حركة السكان.
فبعد مدة طويلة لم ترد فيها أي تقارير عن إصابة أطفال بالشلل، أصاب فيروس شلل الأطفال البري في الأسابيع الأخيرة 11 طفلًا بالشلل في آخر كتلة يتوطنها شلل الأطفال في العالم في باكستان وأفغانستان، وتحديدًا في المنطقة الحدودية شمال وزيرستان.
شلل الأطفال في باكستان
وهناك حوادث مأساوية كثيرًا ما تعرقل استجابتنا في هذين البلدين بدرجة أكبر، منها مقتل اثنين من رجال الشرطة وأحد العاملين في مجال شلل الأطفال في باكستان، والزلزال الذي ضرب أفغانستان.
وقد لمسنا أيضًا تقدمًا قويًّا في مكافحة فيروسات شلل الأطفال الدائرة المشتقة من اللقاحات. وتتصدَّى البلدان بقوة لاكتشاف هذه الفيروسات ولم يكتشف السودان أي فيروسات لشلل الأطفال الـمُشتقَّة من اللقاحات من النمط 2 منذ ديسمبر 2020.
وتواصل مصر وجمهورية إيران الإسلامية وجيبوتي استجابتها القوية للكشف عن فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 في عينات الترصُّد البيئي مضيفا أنه لم يُصَب أي طفل بالشلل بسبب هذا الفيروس في هذه البلدان.
وأكد أن مصر وجيبوتي البلدين، الأول والثاني بالترتيب، اللذين استخدما لقاح شلل الأطفال الفموي من النمط 2 في حملات التطعيم التي انطلقت في جميع أرجاء هذين البلدين.
اكتشاف وفود الفيروس
أما في اليمن، فلا نزال نواجه تحديات في الوصول إلى جميع الأطفال في شمال البلاد، على الرغم من التقدم المحرَز في تنفيذ الاستجابة في جنوب اليمن. غير أن وجود الفيروس في مكان واحد يعني وجوده في كل مكان، وحتى يمكننا الوصول إلى جميع الأطفال وحمايتهم بهاتين القَطرتين من اللقاح المنقِذ للحياة، سيظل خطر شلل الأطفال يُحدِق باليمن، فالفاشية الكبيرة التي وقعت في نوفمبر 2021 اتسعت رقعتها سريعًا، وأثَّرت على 113 طفلًا حتى الآن، مع اكتشاف وفود الفيروس الذي تسبب في هذه الفاشية في جيبوتي ومصر.
وأعاد الصومال تنظيم برنامجه حتى يواجه بفاعلية أكبر أطولَ فاشية لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2، وهناك جيوب يعيش فيها أطفال لم يتسنَّ الوصول إليهم بعدُ، ولم يحصلوا على اللقاح، بسبب انعدام الأمن والفرص المحدودة للحصول على الخدمات الصحية.