رئيس التحرير
عصام كامل

وسام الجمهور لرئيس مصلحة الضرائب الأسبق

رغم هذا الألم والانزعاج الكبير الذى نعانى منه جميعا بسبب توالى أخبار الحوادث المؤلمة، استوقفنى كثيرا الفرح العارم من أهل الضرائب ورابطة قدامى العاملين بمصلحة الضرائب المصرية لخبر زواج رئيسهم الأسبق الدكتور محمود محمد على بعد مرور نحو ١٥ عاما على تركه لمنصبه بعد رحلة عطاء كبيرة استمرت لنحو 17 سنة رئيسا لأكبر جهاز ايرادى في الدولة، ليكون بمثابة أهم وسام من الجمهور يحصل عليه موظف حكومى تكريما على عطائه الكبير في عمله الممتد لنحو ٤٠ عاما بدءا من موظف صغير في مصلحة الجمارك مرورا برئاسته لقطاع مكتب وزير المالية ثم رئيسا لمصلحة الضرائب على المبيعات الوليدة فى منتصف التسعينات ثم رئيسا لمصلحة الضرائب العامة بعد الدمج.    

وفاء نادر


وكانت الحفاوة والمباركة واسعة النطاق من أهل الضرائب لرئيسهم السابق في حفل إعلان زواجه قبل أيام قليلة من حالات الوفاء التى أصبحت نادرة فى زماننا من موظفين حكوميين لرئيسهم رغم تركه لكرسيه من زمن طويل نسبيا، وتأكيد أن ما قام به من عمل كبير لتطوير جهاز الضرائب في بلادنا كان عظيما، وأنا أشهد أن عمله كان كبيرا.


فرئيس مصلحة الضرائب الأسبق وعريس اليوم لم يكن موظفا حكوميا تقليديا بل رجل دولة وإدارى أخذ بكل أسباب النجاح لتحقيق حلمه الذي طالما كان يردده  ببناء جهاز ضريبى عصرى، هو جهاز الضريبة العامة على المبيعات من ديوانها رفيع المستوى فى عمارات العبور، وامتدت اصلاحاته لتشمل استبدال مكاتب الضرائب السلعية العتيقة ببناء ٧٢ مأمورية على أحدث النظم في الدول المتقدمة.. ولم يكتفى فإهتم بتطوير الموظف الضريبي وتسليحه بأحدث الوسائل والأساليب العلمية والتكنولوجية مستعينا بالخبرات المحلية والعالمية واعتمادا على مركز تدريب من طراز رفيع تم انشاؤه لهذا الهدف مشمولا بتنفيذ برنامج علمي منظم لتحقيق هدف رضاء العامل وخلق بيئة عمل نظيفة هى بداية النجاح..

 

مرددا: نحن نزرع ضريبة جديدة شعارها الضرائب ومجتمع الأعمال شركاء فى التنمية.. نجح خلال سنوات قليلة أن يرفع حصة مساهمة الضرائب السلعية من نحو 14% من إجمالى الايرادات السيادية في بداية برنامج الإصلاح الاقتصادى عام 91 لتصل إلى نسبة 36% بحلول عام 2000 ثم وصلت نسبتها إلى نحو 45% من جملة الإيرادات الضريبية قبل مغادرته منصبه عام2007. 

 

ولم تتوقف انجازاته على ذلك بل كان له الفضل الكبير في إنشاء المركز الجمركي الضريبي النموذجى والذى تحول إلى مركز لكبار الممولين فيما بعد ثم لحقه بانشاء مأموريات متوسطى الممولين في القاهرة والاسكندرية كحل ممكن لمواجهة ترهل العمل في المأموريات الضريبية الجغرافية بألياتها وأدواتها العتيقة..

 

وحين تم تكليفه برئاسة مصلحة الضرائب المصرية بعد دمج مصلحتى الضرائب على الدخل وضرائب المبيعات فى جهاز موحد شرع في تنفيذ خطة طموحة لإصلاح وتطوير كافة مأموريات الضرائب على مستوى الجمهورية والتى تعانى من تدنى مرافقها ومستوى الخدمات بها وبدأ أولى خطوات ميكنة الإجراءات الضريبة، وذلك تمهيدا لتطبيق منظومة المأمور الضريبى الشامل على غرار الضرائب في البلاد المتقدمة، وإختار لتنفيذ هذه المهمة أربعة مكاتب استشارية وهندسية كبرى..

 

كان يسابق الزمن لخروج هذا المشروع القومى الكبير للنور خلال أربعة سنوات على الأكثر، ولكن لم يمهله القرار وخرج من منصبه ليتوقف كل شيئ أو كما يقول المثل العامى: عادت ريمة لعوايدها القديمة.. ويبقى أن يتذكر قدامى العاملين بالضرائب تلك الحقبة ويحتفلون مع قائدها بذكريات انجازاتهم العظيمة في حفل عرسه البهيج  وسام على صدر موظف حكومى من طراز فريد. 

الجريدة الرسمية