عنده هلاوس.. أستاذ بجامعة هارفارد يكشف الحالة العقلية لقاتل نيرة أشرف
كشف الدكتور أسامة حمدي، أستاذ أمراض الباطنة والسكر في جامعة هارفارد الأمريكية، عن حالة شبيهة بحالة قاتل نيرة أشرف، طالبة المنصورة التي قتلها زميلها، مؤكدًا أن حالة القاتل محمد عادل كانت تشبه حالة زميل لهم في كلية طب المنصورة، وفي السنة الثالثة تمامًا كما كان قاتل نيرة، وكان يخيل له أن إحدى الزميلات ترصد حركاته، وهددها بأنه سينتقم منها إذا لم تتركه.
عنده هلاوس
وقال الدكتور أسامة إنهم اكتشفوا بعد ذلك أن الزميل كان يعاني من مرض عقلي، وصور له هلاوسه قصصًا من الخيال، مشيرًا إلى أن حوار قاتل نيره مع القاضي أكد له حالة صديقه، قائلًا إن "القاتل يسرد القصة نفسها، وأسلوب الكلام نفسه، وحتى اللكنة نفسها وهو يقول إنه رآها تضحك داخل الأتوبيس، وتخيل أنها تضحك عليه".
وطالب أسامة حمدي بالاهتمام بالصحة النفسية والعقلية للطلاب في هذه السن الحرجة، مؤكدًا أن هذا السن تتغير فيها هرمونات الطلاب، ويصبحون فيها عرضةً للأمراض العقلية والنفسية.
وكتب دكتور أسامة حمدي تدوينة على الفيس بوك "إن رأيت شيئًا.. قل شيئًا! حين كنا طلابًا في السنة الثالثة من كلية الطب، وقف أحد زملائنا النابهين من أرياف الدقهلية، وكان ممثل الدفعة في إحدى أهم لجان اتحاد الطلاب، ليصرخ في وجه زميلة جليلة، ويتهمها بمتابعته، ورصد تحركاته، ويتوعدها إن لم تتوقف عما تفعله فإنه سينتقم منها".
طالب المنصورة وقاتل نيرة
وقال "انهارت صديقتنا تمامًا من هول الصدمة، وأخذناه نحن بعيدًا عنها، ليحكي لنا باقتناع تام، وبالتواريخ الدقيقة، كيف تابعته منذ زمن ورصدت تحركاته داخل الكلية وخارجها وهو لا يعرف مقصدها من ذلك؛ لذا قرر أخيرًا مواجهتها! قابلني بعد ذلك هذا الزميل خارج الجامعة بعد أن انقطع عن الدراسة وهو في حالة يرثى لها، وعلمت آنذاك بمرضه العقلي الذي صور له بهلاوسه قصصًا وأحداثًا من الخيال، كان مقتنعًا بها تمام الاقتناع. مع الأسف، ترك هذا الصديق كلية الطب، ولا أعرف إلى أين ذهب.. تذكرت هذه القصة بتفاصيلها وأنا أشاهد حوار الطالب القاتل مع القاضي الرحيم الواسع الصدر."
وتابع قائلًا: "القصة نفسها، وأسلوب الكلام نفسه، وحتى اللكنة نفسها وهو يقول إنه رآها تضحك داخل الأتوبيس، وتخيل أنها تضحك عليه، أو منه. مع الأسف الشديد، يعيش هؤلاء المرضى بيننا بلا حاجز أو مانع"
الصحة النفسية والعقلية للطلاب
ونصح أسامة حمدي قائلًا: "نظرًا إلى عدم اهتمامنا بالصحة النفسية والعقلية لطلابنا في هذه السن الحرجة التي تتغير فيها هرموناتهم، والتي يصبحون فيها عرضةً للأمراض العقلية والنفسية. إن دور الأسرة والمجتمع والجامعة حيوي جدًّا في هذه السن الشائكة."
وقال "في الغرب يقولون: "إن رأيت شيئًا.. قل شيئًا"، فملاحظة هذه التصرفات الغريبة، وغير الطبيعية، وتوجيهها للعلاج المبكر قد ينقذ حياة إنسان من الموت، فالمريض النفسي عادة لا يدري بمرضه، وقد يرفض علاجه، ويعيش أسيرًا لتخيلاته وأوهامه. ومع أن ما أقوله لن يغير من الأمر شيئًا، فإنني كنت أتمنى أن يتم الكشف عن القوى العقلية والنفسية لهذا الطالب قبل الحكم بإعدامه."
وعن المريض العقلي قال د. أسامة: "المريض العقلي يصعب عليه السيطرة عن هلوسات عقله بدون علاج وكثيرًا لا يستطيع السيطرة على تصرفاته فيصعب عنده التفريق بين الحقيقة والخيال. سواء أعدم أم لا، يجب الاهتمام بالصحة النفسية والعقلية للطلاب. وكان من الواجب الكشف عليه فلو كان مصابًا بمرض عقلي، فهذا ادعى ان نتنبه لامثاله حتى لا تتكرر هذه الكوارث التي افجعتنا"
وأضاف "لو تمت هذه الجريمة بالخارج لكان شغلهم الشاغل البحث عن الاسباب الاجتماعية والنفسية والعقلية وربما الهرمونية لهذه الجريمة حتي يتم تلافي أمثالها في المستقبل. يجب أن نتعلم من أخطائنا حتى لا تتكرر."
ونبه د. أسامة حمدي قائلًا: " نريد ان ينتبه الجميع للصحة النفسية والعقلية بغض النظر عن العقوبة في حالته"
