رئيس التحرير
عصام كامل

أستاذ بجامعة هارفارد يكشف السر الغامض وراء مقتل نيرة أشرف

الطالبة نيرة أشرف
الطالبة نيرة أشرف

كشف الدكتور أسامة حمدي، أستاذ الباطنة والسكر بجامعة هارفارد، عن السبب الحقيقي والطبي، والذي يعتبر غامض على البعض، وراء ارتكاب طالب جامعة المنصورة محمد عادل إسماعيل لجريمة ذبح زميلته نيرة أشرف، ليؤكد أن السبب الطبي وراء ارتكاب الجريمة يكمن في هرمون الرغبة والعنف، المعروف بهرمون الذكورة التيستوستيرون، الذي يزيد من الرغبة الجنسية عند الذكر تجاه الأنثى، ومسؤول مباشرة عن الرغبة في السيطرة والتحدي والعنف، وزيادته تؤدي حوادث العنف الشديدة، التي تصل الاعتداء الجسدي، أو القتل.

السر الغامض لقتل نيرة أشرف

وطالب أسامة حمدي بوقف عرض جميع أفلام ومسلسلات العنف والدم، وخاصة أن دور الأسرة قد تحجم تحت ضغوط العوامل الاقتصادية، مشيرًا إلى أن المغالاة الدينية أيضًا تؤدي للكبت الجنسي، ما يجعل تأثير زيادة هرمون التيستوستيرون عند الشباب قنبلة موقوتة في المرحلة السنية من 18 وحتى 24 عامًا، والتي وصفها بـ السن الخطيرة.
وكتب الدكتور أسامة حمدي تدوينة على الفيس بوك "هرمون الرغبة والعنف.. وحادثة المنصورة! حاول كثيرون وضع تفسيرات لحادثة المنصورة التي راحت ضحيتها طالبة جامعية في عمر الزهور. والمؤسف أن يدلي البعض بدلوهم عن جهل طبي بوضع تفسيرات دينية وأخلاقية ترتبط بملابس الفتاة، ربما لغرض يبغونه. وزاد الأمور تعقيدًا محاولة التفسير النفسي للحادثة، وربطها بأمراض نفسية وعقلية نتجت من صد الفتاة لحب القاتل، أو صدْمَته في مشاعره، كذلك محاولة البعض ربطها بتعاطي المخدرات."

هرمون الذكورة والقتل

وقال "ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الميل إلى العنف وتنفيذه مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بهرمون الذكورة المسمى بالتيستوستيرون Testosterone. هذا الهرمون لا يزيد فقط من الرغبة الجنسية عند الذكر تجاه الأنثى، ولكنه مسؤول مباشرة عن الرغبة في السيطرة والتحدي والعنف، والإحساس الذكوري وسطوته، وزيادة هذا الهرمون على الحد الأعلى له تؤدي إلى حوادث عنف شديدة قد تصل إلى الاعتداء الجسدي، أو القتل"
وأضاف أسامة: "ففي بحث أجري عام ١٩٧٢ على المساجين، اكتشف العلماء ارتفاعًا شديدًا في هذا الهرمون عند المتهمين بجرائم عنف وقتل، واتضح بعد ذلك أن هذا الهرمون يعمل على منطقة في المخ تسمى أميجدالا Amygdala، تنشأ فيها أفكار التحدي والتهور والعنف، وتنشط هذه المنطقة عند الحيوانات، أما عند الإنسان فالعامل الأسري والمجتمعي يثبط كثيرًا نشاطها عن طريق تنبيه هرمونين مضادين، هما الكورتيزول والسيروتونين."

زيادة إفراز هرمون الذكورة

وتابع "ويزيد إفراز هرمون التيستوستيرون بعد البلوغ، ويصل إلى ذروته في سن من ١٨ إلى ٢٤ سنة؛ لذا تلجأ الجماعات الإرهابية إلى تجنيد الشباب في هذه السن، وهذا ما صرح به يومًا أسامة بن لادن في لقاء تليفزيوني قبل أحداث سبتمبر ٢٠٠١؛ ففي هذه الفترة من العمر، وتحت تأثير هرمون التيستوستيرون المرتفع، يزيد الميل إلى التهور، والتحدي، والعنف الذي قد يصل إلى مرحلة القتل بوسائل بشعة، وهذا ما شاهدناه بأعيننا لسنوات."
وعن أفلام العنف والجريمة قال الدكتور أسامة: "ومع اختفاء الدور الأسري والمجتمعي، واعتياد الشباب مشاهدة أفلام ومسلسلات العنف والقتل والذبح والدماء، فإن قدرة مراكز المخ المضادة والواقعة تحت قشرة المخ على تثبيط الرغبة في العنف تقل كثيرًا، ويتحول الإنسان إلى التصرف الحيواني. ومن المعروف أن هرمون التيستوستيرون يُفرز على ومضات خاصة في أثناء النهار؛ مما يجعل الميل إلى العنف الجسدي سهلًا في هذه الأوقات كرد فعل عنيف لأي منبه من النقاش الحاد، أو الإهانة، وهو ربما ما حدث عند هذا الشاب القاتل."

وقال أسامة حمدي: "والغريب اكتشاف زيادة هرمون التيستوستيرون عند الفائزين في التحديات والرياضات العنيفة، وحتى عند المتفوقين عن تحدٍ، ولكن تركيزه لا يصل إلى المستوى  العالي الملاحظ عند المجرمين."

وللحد من جرائم العنف والقتل عند الشباب قال الدكتور أسامة حمدي: "أطالب شخصيًا بوقف عرض جميع أفلام ومسلسلات العنف والدم ما دام دور الأسرة قد تحجم تحت ضغوط العوامل الاقتصادية. يبقى أن أذكر أن (المغالاة) الدينية تولد نوعًا من الكبت الجنسي الذي يجعل تأثير زيادة هذا الهرمون عند الشباب قنبلة موقوتة في هذه السن الخطيرة. أتمنى أن يكون التفسير العلمي لهذه الحادثة قد اتضح لكم، وأدعو الله أن يغفر لهذه الفتاة، وأن يصبّر أهلها، ويكون هذا الحادث جرس إنذار للاهتمام بالشباب، وتفعيل دور الأسرة والمجتمع تفعيلًا مؤثرًا ومنطقيًّا." 
 

الجريدة الرسمية