رئيس التحرير
عصام كامل

علي جمعة: لا تجعلوا الشيطان ينزغ بيننا

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

طالب الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، بأن نجدد الإيمان بالكلمة التي تركها لنا الأنبياء، مؤكدًا أن الله أمرنا بعبادته، من خلال العمل الصالح، ومواجهة الناس بالحسنى، كما أمرنا الله بالتعلم، واصفًا شرف العلم بأنه فوق كل شرف، وطالبنا بألا نجعل الشيطان ينزغ بيننا.

أمرنا الله بعبادته

وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "أمرنا ربنا سبحانه وتعالى في الكتاب وأخذ العهد علينا بأن نعبده لا نشرك به شيئا، وأن نترجم هذا الإيمان في واقع الحياة بالعمل الصالح، وجعل العمل الصالح يتمثل في الأقوال والأفعال."
وقال "أمـا الأقـوال فالعمـل الصالح يتمثـل في: ذكـر الله { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، قــال تعـالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}.  وأما الأقوال فتتمثل أيضا بأن: نقول للناس حسنا، وجعل الله سبحانه وتعالى أن نقول للناس حسنا قبل أن نقيم الصلاة"
وأضاف علي جمعة "قال تعالى- وهو يقص علينا قصة بني إسرائيل ويريد منا أن نعتبر منها، وأن نمتثل إليه سبحانه وتعالى من خلالها- {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ} قدم القول الحسن على إقامة الصلاة، وهناك نراه سبحانه وتعالى وهو يقول: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }

الكلم الطيب

وتابع قائلًا: "فالكلم الطيب الذي يتمثل في ذكر الله، والذي يتمثل في أن نواجه الناس بالحسنى_ يصعد وحده وينجذب إلى الملأ الأعلى وحده من غير رافع ولا معين، والعمل الصالح من الصلاة- وهي ركن الدين- ومن الزكاة- وهي ركـن الديـن- ترفعـه الملائكـة، وهذا يبيـن لك مدى علاقتك مع الناس {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، والنبي ﷺ يؤكد هذا فيقول: (إِنَّ العبدَ لَـيَتَكَلَّـمُ بالكلمةِ من رضوانِ الله لا يُلْقِـى لَهَا بالًا، يَرْفَعُ الله بِهَا لَهُ درجاتٍ، وإِنَّ العبدَ لَـيَتَكَلَّـمُ بالكلـمةِ من سَخَطِ الله لا يُلْقِـي لَهَا بالًا، يَهْوِي بِهَا فـي جَهَنَّـمَ).
وقال "العمل الصالح لا يقتصر فقط على حسن العشرة وحسن الجوار وحسن صلة الرحم وحسن أداء مهام الأهل في البيوت، وإنما أيضا يتمثل في عبادة الله سواء أكانت قاصرة على نفسك كـ"الصلاة"، أو متعدية إلى غيرك في الخير كـ"الزكاة"
وعن عبادة الله قال: "وربنا سبحانه وتعالى يقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} وربنا سبحانه وتعالى يأمرنا مع ذلك بعمارة الأرض {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}، {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً }. وأمرنا أن نتعلم والعلم من خير العمل الصالح حتى قال العلماء: "وشرف العلم فوق كل شرف ومن ذاق عرف ومن عرف اغترف"، وربط سبحانه وتعالى العلم بالتقوى {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ }، {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}." وعن مفهوم العمل الصالح قال علي جمعة: "مفهوم العمل الصالح ليس قاصرا على الكلام والقول الصالح، وليس قاصرا على فعل الجوارح عبادة لرب العالمين، وليس قاصرا على عمارة الأرض، وليس قاصرا على تعلم العلم، إنما مفهوم العمل الصالح أن يتعلق قلبك بالله فتجعل كل عملك في هذه الحياة الدنيا لله رب العالمين (إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى)، {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} 

المطالبة بتجديد الايمان

وأضاف "فلا نجعل الشيطان ينزغ بيننا لأننا من أمة سيد الخلق ﷺ الذي جاء فأخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأيده ربه سبحانه وتعالى فحفظ له كتابه كما وعد {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} وحفظ عليه أهل بيته، وحفظ علينا سنته ﷺ أنموذجا للمعصوم ﷺ في تطبيق ذلك القرآن الكريم في واقع الناس.. نأخذ منها المناهج ونسير عليها"

وطالب علي جمعة بتجديد الايمان فقال: "فسل نفسك: أين أنت من هذا كله؟ وجدد إيمانك، وابدأ في تجديد الإيمان بالكلمة التي تركها لنا الأنبياء دليلا على طريق الله، والنبي ﷺ كان يقول: (جَدِّدُوا إِيمانَكم)، قيلَ: يا رسولَ الله وكَيْفَ نجدِّدُ إِيمانَنَا؟ قال: (أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لا إِلهَ إِلاَّ الله).

واختتم علي جمعة حديثة قائلًا: "هذا هو عنوان المقام، وتلك هي حقيقة العمل الصالح لا تتخلف عن العلم ولا عن عمارة الدنيا ولا عن تزكية النفس.. تدبر قوله تعالى {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} حيث إنه يصعد وحده، وقوله تعالى قبل أن يأمرهم بالصلاة ويأمرنا بها {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}.
 

الجريدة الرسمية