رفضت لقب السيدة الأولى واختفت عن الكاميرات.. 78 عاما على زواج عبد الناصر من السيدة تحية
مرت بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر لحظات قلق وفرح وحزن إذ تقدم أكثر من مرة للزواج من تحية كاظم ، إلا أن أشقاءها رفضوه لأنه ضابط على الرغم من الصداقة التى تربط العائلتين، وكان عبد الناصر يعمل فى ذلك الوقت مدرسا بالكلية الحربية.
- كان والد تحية إيراني يعمل تاجر سجاد وشاي في مصر، وحصل على الجنسية المصرية.
وزوجة الرئيس عبد الناصر من أصل ايرانى هاجرت أسرتها من إيران نتيجة لخلافات فقهية إلى مصر واستقرت في منطقة حلوان، وعاشت تحية كاظم في بيت شقيقها الأكبر عبد الحميد، وشقيقتها منيرة، بعد وفاة والدهم، حيث تابعت تربيها شقيقتها الكبرى.
إتمام الزواج
أعجبت تحية بجمال عبد الناصر وكان صديقا لشقيقها ورفضته الاسرة في البداية كثيرا لأنه ضابط إلا أنها اختارته عريسا لها ووافقت الأسرة وتم إعلان الخطبة والزواج خلال شهرين.
وفى مثل هذا اليوم 29 يونيو 1944 تم الزواج فى حفل بسيط وارتدى جمال عبد الناصر البدلة الرينجوت والبيبيون بينما ارتدت تحية فستان زفاف أبيض تقليديا وحملت فى يدها مروحة من ريش النعام.
ومن خلال ذكريات الزوجة مع الرئيس فى رحلة امتدت مايقرب من ثلاثة عقود حتى رحيله كتبتها بخط يدها بعنوان (ذكريات معه ) تحكى فيها كيف بدأت حياتها معه فى منزل بسيط شقة بالدور الثالث حتى ان عبد الناصر حملها من الدور الثانى الى الدور الثالث، خرجا منه شبه مطرودين بعد ان طلبت اخلاؤه صاحبة البيت اثناء وجود ناصر فى فلسطين، فانتقلوا الى منزل فى كوبرى القبة وبعد الثورة انتقلت الاسرة الى منشية البكرى.
بداية بسيطة
تقول تحية كاظم:أقام أخى لى حفل زفاف وخرجت أول مرة بعد ثلاثة أيام من الزواج للمصور ارمان لنرى بروفة صور الزفاف وعشنا حياة هانئة حتى جاءت حرب فلسطين حيث غادر الرئيس البيت وكانت بداية القلق والحزن فى حياتى حيث كانت معى ابنتى هدى وعاد وهناك علامة جرح فى صدره.
معسكر للثورة
ثم جاءت مرحلة الاستعداد للثورة فكان بيتنا مقرا لعمليات عسكرية وعقدت الاجتماعات وتكدست الأسلحة في البيت،وليلة الثورة كانت المرة الوحيدة التى سألته فيها انت رايح فين ولم اعلم بالثورة الا صباح اليوم التالى حين حضر ثروت عكاشة يهنئنى بنجاح الثورة ويبلغنى ان جمال بخير.
كانت تحية عبد الناصر وهذا لقبها بعد الزواج نعم الزوجة، فكانت لا تسعى لأن تصبح سيدة مصر الأولى، فقط كانت تسعى لأن تكون زوجة داعمة لزوجها، فكانت قليلة الخروج في المناسبات العامة واستقبال الوفود معه وكانت المرة الأولى التي سافرت فيها مع الرئيس إلى يوغوسلافيا بدعوة من الرئيس تيتو.
فراق ورحيل
رحلت السيدة تحية قرينة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عام 1992، ليتم دفنها بجوار زوجها بمنشية البكرى تنفيذًا لوصيتها، حيث قالت يوم وفاة عبد الناصر 28 سبتمبر عام 1971: لقد عشت ثمانية عشر عاما، لم تهزني رئاسة الجمهورية ولا زوجة رئيس الجمهورية، ولن أطلب منكم أي شيء بعدها، فقط أريد أن يعد لي مكان بجوار الرئيس لأكون بجانبه، كل ما أرجوه أن أرقد بجواره.