فاتورة مواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ في مصر.. 324 مليار دولار تكلفة مشروعات التخفيف والتكيف.. و7 ملايين دولار لإعلان مدينة شرم الشيخ خضراء
مجابهة الآثار السلبية لظاهرة التغيرات المناخية، هو عنوان لكثير من المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات للمسؤولين والوزراء بل ورؤساء الدول كذلك حول العالم، فالأمر أصبح على أولوية اهتمامات بلدان العالم أجمع.
وكانت مصر من أوائل الدول التي وضعت خطة لمواجهة آثار تغير المناخ، مع بدء الاهتمام بملف تغير المناخ في مصر منذ سنوات عديدة، وبذلت مصر جهود حثيثة للتصدي لذلك التحدي البيئي التنموي، قبل فكرة تولي مصر رئاسة لمؤتمر المناخ القادم COP27، وتكثيف تلك الجهود في ظل الحاجة العاجلة لاتخاذ إجراءات تنفيذية لمواجهة تغير المناخ عالميًّا ووطنيًّا.
إطلاق الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050
وكانت أولى الخطوات اطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 والذي يعد أهم الإنجازات الوطنية لرسم خارطة طريق شاملة لآليات مواجهة آثار تغير المناخ تتماشى مع أهداف تحسين جودة حياة المواطن، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتعزيز ريادة مصر في ملف المناخ عالميًّا، حيث تهدف الإستراتيجية إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام منخفض الانبعاثات في مختلف القطاعات، وبناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة به، وتعزيز حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ، وتحسين البنية التحتية لتمويل المناخ، إلى جانب تعزيز دور البحث العلمي والتكنولوجيا.
وسيتم تنفيذ الإستراتيجية بالشراكة بين الحكومة المصرية والمجتمع المدني والشباب والمرأة والقطاع الخاص وشركاء التنمية، والبدء في القطاعات ذات الأولوية وهي الطاقة المتجددة والنقل المستدام والمياه والري والزراعة وخفض الكربون لقطاع البترول والصناعات الثقيلة.
المشروعات القومية في مجالي التخفيف والتكيف
تعد المشروعات القومية التي قامت بها مصر في السنوات الأخيرة في مجالي التخفيف والتكيف أحد أهم قصص النجاح التي تسعى مصر لعرضها على العالم خلال رئاستها لمؤتمر المناخ القادم COP27، ومن مشروعات التخفيف إقامة مجمع بنبان للطاقة الشمسية كأكبر مجمع لتوليد الكهرباء النظيفة في الشرق الأوسط، ومشروعات كفاءة الطاقة ومشروعات طاقة الرياح، وأيضا مشروعات النقل المستدام مثل مشروع المونارويل وشبكة مترو الأنفاق، ومشروعات تحويل المخلفات لطاقة والادارة المتكاملة للمخلفات مثل مشروعات البيوجاز والمدافن الصحية ومصانع التدوير.
اما مشروعات التكيف فمنها مشروعات ترشيد المياه وتبطين الترع، ومحطات تحلية مياه البحر والصرف الصحي، ومبادرة حياة كريمة كنموذج متكامل لمشروعات التخفيف والتكيف مع آثار تغير المناخ من خلال تنفيذ مشروعات توصيل الغاز الطبيعي وادارة المخلفات كجهود، ومشروعات تبطين الترع ومحطات معالجة الصرف الصحي والتشجير، وكانت تكلفة برامج التخفيف حوالي 211 مليار دولار، وتكلفة برامج التكيف حوالي 113 مليار دولار.
استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر المناخ القادم COP27
تستعد مصر لاستضافة مؤتمر المناخ القادم Cop 27 الحدث البيئي الأكبر والأهم من خلال عدة اجراءات تنظيمية ولوجيستية، والشق السياسي والفني، والتي تتم بعد اقرارها من اللجنة العليا المنظمة لاستضافة المؤتمر برئاسة رئيس مجلس الوزراء، والتنسيق بين السفير سامح شكري وزير الخارجية كرئيس للمؤتمر والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة كمبعوث ومنسق وزاري للمؤتمر، حيث يتم اجراء سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع مختلف الأطراف لضمان الخروج بمؤتمر شامل للتنفيذ يضمن مشاركة كافة الرؤى والأطروحات والمطالب، ويقدم نماذج من مشروعات تنفيذية وقصص نجاح في مواجهة آثار تغير المناخ لتكرارها والبناء عليها.
وبالتوازي مع الاعداد للمسار الرسمي للمؤتمر (المفاوضات)، والانتهاء من المشاورات السياسية مع الدول والأطراف ذات المصلحة، يتم الاعداد للمسار غير الرسمي الذي يضمن مشاركة الفئات غير الرسمية في المؤتمر كالمجتمع المدني والشباب والقطاع الخاص، حيث تم تحديد عدد من الأيام غير الرسمية للمؤتمر وتشمل موضوعات الطاقة خفض الكربون، المرأة، المجتمع المدني والشباب، المياه، التكيف، التمويل، بالإضافة إلى اعداد مجموعة من المبادرات لاطلاقها بالمؤتمر في مجالات الزراعة والأمن الغذائي والمياه والتمويل والمخلفات والمساواة بين الجنسين والانتقال العادل للطاقة والمدن المستدامة والنهج القائم على النظام البيئي والنقل المستدام.
اطلاق الحوار الوطني لتغير المناخ
وضمن جهود الاستعداد لاستضافة مؤتمر المناخ القادم سيتم إطلاق الحوار الوطني لتغير المناخ لخلق حالة من التفاعل الوطني مع هذه القضية الهامة في ظل رئاسة مصر للمؤتمر البيئي الأكبر، حيث يضمن الحوار اشراك كافة فئات المجتمع من شباب ومرأة ومجتمع مدني وسيايين ورجال دين واكاديميين واعلاميين وسكان المجتمعات المحلية والقطاع الخاص من كافة محافظات مصر، في حالة من النقاش المتواصل حول تحدي تغير المناخ وأفكار ورؤى التصدي له، والمشروعات الرائدة سواء صغيرة أو ضخمة في هذا المجال.
اعلان مدينة شرم الشيخ خضراء
و تتواصل جهود تحويل مدينة شرم الشيخ المستضيفة للمؤتمر الى مدينة خضراء سواء في مجال السياحة الخضراء من خلال حصول الفنادق ومراكز الغوص على العلامة الخضراء وتحول الفنادق لاستخدام الطاقة الشمسية، ووضع خطة لاستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة في المدينة، كما تم وضع مخطط لرفع كفاءة منظومة ادارة المخلفات في المدينة، بالإضافة إلى مشروعات تطوير البنية التحتية، والتحول إلى النقل الكهربي.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ان المشروع يهدف إلى تحويل شرم الشيخ إلى مدينة سياحية مستدامة بيئيًا ومتكاملة نموذجًا بتكلفة تقدر ب 7 ملايين دولار.