اسكتلندا ليست الأولى.. دول طالبت بالاستقلال ونجحت.. وأخرى فشلت أبرزها كاتالونيا
أعلنت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجن أنها تريد تنظيم استفتاء "استشاري" بشأن استقلال اسكتلندا في أكتوبر 2023 رغم فشل استفتاء سابق عام 2014 ورفض الحكومة البريطانية الإذن بهذا التصويت، كما قالت: "يمكنني أن أعلن أن الحكومة الاسكتلندية تقترح إجراء استفتاء الاستقلال في 19 أكتوبر 2023".
ورغم أن عمر الاتحاد بين اسكتلندا وبقية المملكة المتحدة يبلغ حوالي 300 عام، إلا أن الاسكتلنديين ظلوا يسعون جاهدين من أجل المزيد من الحكم الذاتي منذ فترة طويلة.
وسلط ذلك الحديث التي فتحته رئيسة وزراء اسكتلندا مؤخرا الضوء على الدول التي طالبت بالاستقلال ونجحت في ذلك الأمر، ومن بين أبرز هذه الدول كاتالونيا التي جاءت في المقدمة، وليست كاتالونيا فحسب من سعت إلى الانفصال أو الاستقلال في أوروبا، بل إنّ هناك مناطق أوروبية عديدة سعت لهذا بدرجات متفاوتة ولأسباب مختلفة ومن أبرزها.
كاتالونيا
لا يوجد مكان في أوروبا الغربية ينادي بالاستقلال كما كان في كاتالونيا وساهم ذلك في اضطهاد الجنرال فرانكو لشعب كاتالونيا في بداية القرن العشرين. الأمر الذي أدى إلى زيادة النزعة الانفصالية لشعب هذا الإقليم، ورفض المواطنون هناك وصفهم بأنهم مواطنون إسبان، مما أدى لنجاحها على مر التاريخ بالوصول إلى درجة كبيرة من الاستقلال الثقافي والسياسي، بما في ذلك البرلمان الإقليمي.
إقليم الباسك
وفي مدريد كانت الحكومة المركزية بجمع الضرائب من مختلف المناطق الإسبانية وتقوم بتوزيعها على المناطق الإسبانية الأخرى، باستثناء إقليم الباسك، مما دفع الإقليم للمطالبة بالاستقلال الذاتي والحكم والإدارة المباشرة في مجالات المالية وتحصيل الضرائب والصناعة وتنشيط الاقتصاد والبحوث والمستحدثات والنقل والإسكان والبيئة والتعليم والصحة والأمن العام.
فلاندرز
وفي فلاندرز التي تعد واحدة من الأقاليم الفيدرالية الرسمية التي تشكل المملكة البلجيكية، والذي يحتل الجزء الشمالي من بلجيكا، التي وجدت نفسها منذ استقلالها عن هولندا سنة 1830 مقسمة اجتماعيا وسياسيا، بين القومية الفلامنكية (القريبة إلى الهولندية) واللاتينية، التي تتحدث باللغة الفرنسية.
ويعتقد السياسي البلجيكي بارت دي فيفر أن بلجيكا بشكلها الحالي مآلها إلى الزوال مما دفعه للمطالبة بالانفصال وتكوين مقاطعة مستقلة، حيث إنه إذا تم الانفصال فإن بلجيكا ستفقد أكثر من نصف سكانها، وستكون القضية الرئيسية ماهية وضع العاصمة بروكسل، والتي هي مقر الاتحاد الأوروبي، ومقر الناتو.
جنوب تيرول
في جنوب تيرول بإيطاليا تلعب العوامل الاقتصادية والسياسية والتاريخية والثقافية جميعها، من أجل الانفصال عن إيطاليا، ويطالب سكان هذا الإقليم بالاستقلال عن إيطاليا منذ استعمارها ورغم فشلها إلا أنها اكتسبت المزيد من الأهمية، وذلك بسبب العائدات الاقتصادية الجيدة، خاصة بعد تراكم الديون على إيطاليا، والتي تعتبر الدولة صاحبة الأكثر مديونية أوروبيا بعد اليونان، مما أدى إلى إثارة مخاوف سكان تيرول من تأثرهم اقتصاديا بتلك الديون.
كورسيكا
تتمتع هذه الجزيرة المتوسطية بوضع خاص، حيث تعتبر هي الوحيدة فى فرنسا من خارج أقاليم ما وراء البحار التي تحظى بمزيد من السلطات بعيدا عن السلطات الفرنسية، لكنها في يونيو 2014 حاولت التخلي عن السلاح من أجل تعزيز العملية السياسية، لكن احتمالات الصراع ما زالت قائمة. وتخشى السلطات الفرنسية من مطالبة أقاليم فرنسية أخرى مثل بريتانى أو الألزاس بالانفصال، وهو ما تعتبره خطرا على وحدة البلاد.