ماتوا من الحر والعطش.. ارتفاع ضحايا شاحنة المهاجرين في تكساس لـ62 قتيلا ومصابا
في أحد أفظع الحوادث لمقتل مهاجرين بطرق غير شرعية، لقي 46 شخصًا حتفهم اختناقًا داخل إحدى الشاحنات في مدينة سانت أنطونيو في ولاية تكساس الأمريكية.
فقد أفادت سلطات الإطفاء في المدينة، اليوم الثلاثاء، أن 46 مهاجرًا لقوا مصرعهم داخل الشاحنة، فيما نقل 16 آخرون بينهم 4 أطفال، إلى المستشفى جراء ظهور علامات الإرهاق والإعياء الشديد عليهم جراء الحر، بعد رحلة تهريب غير شرعية على طول الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة.
كما أوضحت أنه تم إلقاء القبض على 3 أشخاص، بعد العثور على الشاحنة في جوار خطوط السكك الحديدية في منطقة نائية بالضواحي الجنوبية للمدينة، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.
وأوضح قائد فرق الإطفاء في سان أنتونيو أن الناجين الذين نقلوا إلى المستشفيات “كانوا ساخنين جدًا عند لمسهم، كما أنهم كانوا يعانون من ضربة شمس ومن إنهاك حراري، ولم يتم كذلك العثور على ماء في الشاحنة”.
"مأساة تكساس"
بالتزامن علق وزير خارجية المكسيك، مارسيلو إبرارد، على المأساة قائلًا في تغريدة على تويتر إن قنصلية بلاده تتابع القضية.
كما أضاف أن الشاحنة كانت تحمل لوحة تابعة "للاتحاد الأوروبي"، وكانت تتنقل دون رقابة، وفق قوله.
وصف الحادث بـ "مأساة تكساس" مقدمًا العزاء لأهالي الضحايا، على الرغم من أن جنسيات القتلى لم تحدد بعد رسميًا.
وسارع حاكم ولاية تكساس الجمهوري جريغ آبوت إلى تحميل الرئيس الديموقراطي جو بايدن المسؤولية عن هذه المأساة”.
وقال آبوت إنّ “هؤلاء الموتى هم مسؤولية بايدن. إنهم نتيجة لسياسته المميتة المتمثّلة بفتح الحدود”.
وكانت درجات الحرارة في سان أنطونيو، التي تبعد حوالي 160 ميلًا (250 كلم) من الحدود المكسيكية، سجلت أمس الاثنين نحو 103 درجات فهرنهايت (39.4 درجة مئوية) مع رطوبة عالية.
يذكر أن الأشهر الأخيرة الماضية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في حركة التهريب على الحدود بين البلدين، ما أشعل موجة انتقادات واسعة لسياسات الهجرة التي اعتمدها الرئيس الأميركي، جو بايدن.
ومنذ وصول بايدن إلى السلطة في مطلع 2021 زادت أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين يتسلّلون إلى الولايات المتّحدة، على الرّغم من أنّ الرئيس الديمقراطي سعى إلى وقف هذه الظاهرة بتكليفه نائبته كامالا هاريس هذا الملف الشائك.
وغالبًا ما تقع مثل تلك الحوادث في مناطق قريبة من الحدود الأميركية المكسيكية. ففي يوليو 2017، عثرت الشرطة في سان أنطونيو أيضا على جثث عشرة مهاجرين داخل صندوق مقطورة في موقف للسيارات بمجمع "وول مارت".
وقد حكم على السائق جيمس ماثيو برادلي، في العام التالي بالسجن مدى الحياة لدوره في عملية التهريب القاتلة.
وفي 2017، شهد مرآب للسيارات قرب سان أنتونيو مأساة مشابهة ولكنّ حصيلتها كانت أقل بكثير إذ قضى يومها عشرة مهاجرين داخل مقطورة ركنت تحت أشعة الشمس الحارقة.