قصة الغاز الأصفر السام المتسرب في ميناء العقبة.. استخدمته ألمانيا في الحرب العالمية الأولى
شهد الأردن كارثة تسرب غاز سام جراء سقوط صهريج غاز أثناء عملية نقله في ميناء العقبة ما تسبب في وفاة 10 أشخاص وإصابة 234 آخرين مرشحين للزيادة.
ميناء العقبة
وطالبت وزارة الصحة الأردنية من سكان العقبة إغلاق النوافذ والبقاء في منازلهم إثر حادث تسرب الغاز السام في أول تعليق من وزارة الصحة على الحادث الأليم.
وانطلقت قبل قليل صفارات الإنذار في العقبة لتحذير السكان بعد حادثة تسرب الغاز السام من أحد الصهاريج الذي وقع أثناء عملية نقله في ميناء العقبة.
كما توجه رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، إلى العقبة، للوقوف على تداعيات حادث تسرب غاز سام في الميناء.
رئيس الوزراء الأردني
وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، إن المختصين وفريق المواد الخطرة في الدفاع المدني ما زالوا يتعاملون لغاية هذه اللحظة مع الحادثة.
وأضاف أنه وأثناء الأعمال اليومية في ميناء العقبة اليوم الإثنين، وقعت حادثة سقوط لصهريج معبأ بمادة غازية سامة أثناء نقله ما أدى إلى تسرب الغاز في الموقع.
وأوضح أنه جرى على الفور عزل المنطقة وباشر المختصون التعامل مع الحادثة، فيما قام الدفاع المدني بنقل عدد من الإصابات للمستشفى وجميعهم قيد العلاج.
وتداولت وسائل الإعلام الأردنية لقطات للحظة سقوط صهريج الغاز السام في ميناء العقبة، فيما أظهر الفيديو تسرب غاز بلون أصفر قاتم ينتشر في كافة الأنحاء.
وفور انهيار صهريج الغاز فر عمال الميناء من محيط الانهيار كما فرت الطيور والكائنات الحية على الفور من مكان الحادث الذي امتلأ بالغاز السام.
أثارت المقاطع المتداولة لحادثة تسرب الغاز السام في ميناء العقبة، وظهور سحابة صفراء صخمة منبعثة فوق المكان حفيظة المتابعين الذين تسألوا عن ماهية هذا الغاز والتي كشفت الحكومة الاردنية انه غاز الكلورين بحسب العربية.
الغاز الأصفر
وبحسب “الغد” يمكن التعرف على غاز الكلور من خلال رائحته اللاذعة والمهيجة، والتي تشبه رائحة التنظيف “التبييض”، وقد توفر الرائحة القوية تحذيرًا كافيًا للأشخاص من تعرضهم.
الكلور نفسه غير قابل للاشتعال، ولكنه يمكن أن يتفاعل بشكل متفجر أو يشكل مركبات متفجرة مع مواد كيميائية أخرى مثل التربنتين والأمونيا.
وبحسب مركز مكافحة الأمراض CDC فإن غاز الكلور من أهم مكوناته كلوريد الصوديوم (الملح) المعروف منذ العصور القديمة، لكن الكلور كغاز لم يعرف إلا في القرن الـ17.
ويتميز الكلور باللون الأصفر المخضر، ويعتبر أكثر كثافة من الهواء، وله رائحة نفاذة للغاية، ويتفاعل بسرعة مع العناصر الأخرى.
ويعتبر من أهم المكونات المستخدمة يوميا في منتجات قتل الجراثيم والبكتريا، وصناعة الصبغات، والمبيدات الحشرية، وتنقية الماء ويستخدم كمبيض للأقمشة.
ويمكن ضغطه ليتحول إلى الحالة السائلة ما يسمح بإمكانية تخزينه ونقله؛ وعندما يتم إطلاق الكلور في الحالة السائلة، يتحول إلى غاز يستقر بالقرب من الأرض وينتشر بسرعة.
كما أن الكلور في ذاته غير قابل للاشتعال، لكن يمكن أن يحدث تأثيرات تفجيرية عند تفاعله مع مواد كيميائية أخرى مثل الأمونيا.
وهو مادة سامة غير محظورة، إلا إذا استخدمت كسلاح، حسب معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية التي تجرم استخدام المواد السامة لإيذاء الآخرين، وهو ما حدث بالفعل خلال الحرب العالمية الأولى.
كيف يمكن أن يتعرض الناس للغاز الأصفر؟
ويعتمد خطر تعرض الناس للتعرض على مدى قربهم من المكان الذي تم فيه إطلاق الكلور.
إذا تم إطلاق غاز الكلور في الهواء، فقد يتعرض الناس من خلال ملامسة الجلد أو الاتصال بالعين؛ قد يتعرضون أيضًا عن طريق تنفس هواء يحتوي على الكلور.
إذا تم إطلاق سائل الكلور في الماء، فقد يتعرض الناس عن طريق لمس أو شرب مياه تحتوي على الكلور.
إذا تلامس سائل الكلور مع الطعام، فقد يتعرض الناس عن طريق تناول الطعام الملوث.
غاز الكلور أثقل من الهواء، لذلك سيستقر في المناطق المنخفضة.
العلامات والأعراض الفورية للتعرض للكلور
قد تظهر العلامات والأعراض التالية أثناء التعرض لتركيزات خطيرة من الكلور أو بعده مباشرة:
«رؤية غير واضحة - حرق الألم والاحمرار والبثور على الجلد إذا تعرضت للغاز؛ كما يمكن أن تحدث إصابات جلدية مماثلة لقضمة الصقيع إذا تعرضت للكلور السائل».
«كما يحدث إحساس حارق في الأنف والحلق والعينين وسعال - ضيق الصدر- صعوبة في التنفس أو ضيق في التنفس؛ قد تظهر هذه على الفور إذا تم استنشاق تركيزات عالية من غاز الكلور، أو قد تتأخر إذا تم استنشاق تركيزات منخفضة من غاز الكلور».
وكذا «سائل في الرئتين (الوذمة الرئوية) قد يتأخر لبضع ساعات وايضا الغثيان والقيء - عيون دامعة – صفير».
مخاطر التعرض للكلور
يعتمد خطر الكلور على مدى قرب الأشخاص منه والكمية التي أطلقت وتركيزها والفترة الزمنية لتعرض الأشخاص له.
يمكن التعرف على رائحته بتركيز ثلاثة أجزاء في المليون، وتحدث أعراض السعال والقيء عند تركيز 30 جزءًا في المليون، ويكون سلاحا مدمرا في حال استنشاق كميات كبيرة بتركيز 1000 جزء في المليون.
لإطلاق غاز الكلور في الهواء تأثيرات على العين والجلد والجهاز التنفسي، فهو يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية وحدوث إحمرار وقروح بالجلد، وحرقة في الأنف والحلق والعين، وسعال وصعوبات في التنفس.
وتحدث الأعراض بسرعة أكبر في حال تم استنشاق الكلور بتركيزات أعلى.
يتفاعل غاز الكلور مع الماء في الغشاء المخاطي للرئة لتكوين حامض الهيدروكلوريك المدمر للأنسجة.
يمكن تقليل أضرار غاز الكلور على الجهاز التنفسي بارتداء أقنعة تحتوي على كربون نشط أو غيرها من المرشحات، وبالخروج من المنطقة المصابة بالغاز السام بسرعة واستنشاق هواء نقي؛ ويجب تغيير الملابس بسرعة وغسل الجسد بالماء والصابون.
تاريخ
يعتبر الكلور من أول الغازات السامة التي استخدمت في الحروب، وقد استخدمه الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى في معركة قرب مدينة إيبري البلجيكية عندما أطلق كميات من هذا الغاز من أسطوانات مخزنة في الخنادق.