بعد هجوم سيبراني ضد إيران.. ملامح الحرب الإلكترونية بين طهران وتل أبيب
مع توقف أحد أكبر مصانع الصلب في إيران، وهو صناعة حيوية لاقتصادها، عن العمل بسبب هجوم إلكتروني تحوم شبهات فيه حول تورط إسرائيل يعود إلى السطح مجددًا الحرب السيبرانية بين طهران وتل أبيب التي يرصدها التقرير التالي.
اقتصاد الجمهورية الإسلامية
وأعلنت إيران صباح اليوم (الإثنين) عن هجوم إلكتروني على أحد أكبر مصانع الصلب لديها، وعلى الرغم من إعلانها أنها أحبطت الهجوم، إلا أنها قالت إن الإنتاج هناك قد توقف. ربما يكون هذا أحد أكبر الهجمات ضد صناعة الصلب الاستراتيجية الإيرانية، وهي مصدر حيوي للصادرات لـ اقتصاد الجمهورية الإسلامية.
وقال بيان صادر عن الشركة الإيرانية للصلب إنها قررت تعليق العمليات في المصنع حتى إشعار آخر "بسبب مشاكل فنية" سببها نفس الهجوم الإلكتروني. ادعى الرئيس التنفيذي للشركة، أمين الإبراهيمي، أن الشركة تمكنت من إحباط الهجوم السيبراني ومنع الأضرار الهيكلية لخط الإنتاج، والأضرار التي كان من الممكن أن تؤثر على سلاسل التوريد وقدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن على أي حال، هذه إشارة واضحة إلى أن إسرائيل لن تتسامح مع الهجمات ضدها - في ظل الهجوم السيبراني الإيراني الأسبوع الماضي في الخلفية، والذي يُزعم أنه تسبب في إنذارات في عدة مراكز في القدس وإيلات.
وفي إسرائيل تعمل إحدى وحدات الجيش الإلكترونية لدفاع عن الفضاء السيبراني للدولة، فالهجمات تأتيها من أنحاء مختلفة من العالم، وتعتبر إيران من بين أبرز المهاجمين. فكلا البلدين يخوضان حربا إلكترونية خفية منذ أمد بعيد.
وتخوض إسرائيل وإيران سرًّا حربًا سيبرانية ضد بعضهما بعضًا، في إطار الصراع الدائر بينهما على المشروع النووي الإيراني. يقول خبراء سيبرانيون في إسرائيل إن قدرات إسرائيل السيبرانية أعلى بكثير من قدرات إيران. وتقول مصادر سياسية في إسرائيل إن الحرب السيبرانية تحولت إلى بديل من استخدام سلاح تقليدي في الحرب بين إسرائيل وإيران.
وتقدّر مصادر أمنية رفيعة المستوى في إسرائيل أن الحرب السيبرانية ستزداد في السنوات المقبلة في موازاة الصراع السياسي الإسرائيلي ضد الاتفاق النووي، ومحاولات إسرائيل منع التمركز العسكري لإيران وحزب الله في سوريا.
في المقابل يملك الإيرانيون قدرات سيبرانية جيدة جدًا. إيران دولة متقدمة جدًا في مجال التكنولوجيا وإسرائيل قلقة جدًا من هذه القدرات، والتقدير هو أن الإيرانيين سيزيدون هجماتهم السيبرانية على بنى مدنية وخدمات حيوية في إسرائيل، مثل المياه والكهرباء، وسيحاولون المس بالاقتصاد الإسرائيلي، وفي وقت الحرب سيحاولون ضرب الجبهة الداخلية في إسرائيل بواسطة الهجمات السيبرانية.