من بينها فرنسا وبريطانيا.. كيف نجحت روسيا في قلب موازين السياسة بالدول الأوروبية؟
منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، وقيام دول الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، ودول الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات خانقة على الاقتصاد الروسي، وقيام موسكو بفرض عقوبات مضادة على دول الغرب، تشهد الأسواق الأوروبية ارتفاعًا حادًّا في أسعار النفط مما تسبب في زيادة التضخم في هذه البلدان بصورة غير مسبوقة.
والجميع يتساءل كيف تمكنت موسكو من الصمود في وجه العقوبات الغربية منفردة وإلحاق الضرر بهذه الدول؟
استخدمت موسكو ورقة النفط، وهو السلاح القاسي الذي أشهرته في وجه أوروبا، حيث يغطي النفط الروسي نسبة 40% من احتياجات الدول الأوروبية.
ليس ذلك فحسب، حيث أعلنت السلطات الروسية مؤخرًا عن تقليص الإمدادات النفطية إلى الدول الأوربية خاصة عبر خط أنابيب نورد ستريم 1.
ارتفاع معدلات التضخم
ومن جانبها سعت الدول الأوروبية لإيجاد بديل للغاز الروسي من مناطق متفرقة من العالم، إلا أنها لم تحقق المطلوب، حيث شهدت أسعار الطاقة ارتفاعًا قياسيًّا لم تشهده الدول الأوروبية في تاريخها.
الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع الأسعار في الدول الأوروبية وارتفاع التضخم بصورة غير مسبوقة، مما كان له تأثير كبير في الرأي العام في هذه البلدان، وظهر ذلك في الانتخابات التشريعية التي شهدتها فرنسا.
وفشل حزب إيمانويل ماكرون في حصد الأغلبية البرلمانية، وذلك نتيجة حالة الاستياء التي تشهدها البلاد جراء ارتفاع الأسعار، الأمر يشكل معضلة أمام سياسات ماكرون.
وفي بريطانيا تلقى حزب المحافظين الذي يتبع له رئيس الوزراء، بوريس جونسون، خسارة كبيرة في الانتخابات الفرعية، بسبب حالة عدم الرضا التي شعر بها المواطنين جراء ارتفاع الأسعار.
ولكن تبقى المعضلة الكبرى أمام الدول الأوروبية وهي حلول فصل الشتاء، الذي يصل استخدام دول القارة العجوز للنفط إلى ذروته خلاله، نظرا لاستخدامه في عمليات التدفئة.
ولكن مع نقص إمدادات الغاز الروسي إلى الدول الأوروبية وفشل الأخيرة في توفير مصادر أخرى، اضطرت الدول الأوروبية إلى اللجوء إلى الاحتياطي النفطي الذي تقوم هذه الدول بتخزينه للاستخدام في أوقات الذروة من فصل الشتاء.
فهل ستجبر أزمة الطاقة الدول الأوروبية على التراجع عن مواقفها حيال الأزمة الأوكرانية؟، وهو ما أجاب عنه موقف عدد من الدول الأوروبية الرافض لحظر النفط الروسي، بحجة أنه سيوقع البلاد في أزمات اقتصادية كبرى.