كابوس الغاز الروسي.. خطر وشيك يهدد أوروبا في الشتاء
ذكرت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية أن ”الدول الأوروبية تتسابق مع الزمن للاستعداد لخطر وشيك مؤرق، حيث يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعملاق الطاقة الروسي المملوك للدولة (غازبروم) يقلبان الطاولة على القارة من خلال الحد من إمدادات الغاز“.
يأتي ذلك، فيما حذر رئيس وكالة الطاقة الدولية من أن ”أوروبا قد تواجه كابوسا مؤرقا إذا لم تستعد فوريا لاحتمال قيام روسيا بإيقاف جميع صادرات الغاز إلى المنطقة هذا الشتاء“.
وأشارت الصحيفة إلى أن ”روسيا بدأت بالفعل في قطع الإمدادات عن الدول، في خطوة واضحة لعرقلة جهودها لملء المخزون اللازم من الغاز قبل الشتاء المقبل، حيث قطعت غازبروم، مثلا، الإمدادات التي تمر عبر خط أنابيب الغاز الطبيعي الرئيسي في أوروبا، ”نورد ستريم 1″، بنسبة 60%“.
وأوضحت الصحيفة أن ”الخطوة أدت إلى خفض الإمدادات في إيطاليا والنمسا والتشيك وسلوفاكيا، وتم إغلاق الغاز عن سلسلة من الدول الأخرى، بما في ذلك بولندا وبلغاريا وفرنسا وهولندا، كما أدى انفجار في منشأة ضخمة للغاز الطبيعي المسال في فريبورت، التي كانت تشحن الغاز إلى أوروبا، إلى تقليص الإمدادات“.
استبدال الغاز الروسي
وتحت عنوان ”هل تستطيع أوروبا استبدال الغاز الروسي؟“، رأت الصحيفة البريطانية أنه ”لا يوجد أي فرصة لمثل هذه الخطوة، لأن القيود المفروضة على تخزين الغاز أو تكثيف واردات الغاز الطبيعي المسال في بعض البلدان، بما في ذلك ألمانيا، تجعل استبدال الغاز الروسي بالكامل شبه مستحيل على المدى القصير“.
واعتبرت الصحيفة أنه ”دون الغاز الروسي، سيكون من الصعب تحقيق أي خطط لأوروبا لملء مخزوناتها اللازمة من الغاز – على أقل تقدير في هذا الشتاء“، وأن ”الطريقة الوحيدة للاقتراب من الهدف هي دفع أسعار مرتفعة للغاية عن طريق استيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة“.
وقالت الصحيفة إنه ”في حال فشلت الدول الأوروبية في استبدال الغاز الروسي، ستكون النتيجة الأكثر ترجيحًا أن الشركات ستقلص من استخدام الطاقة، إلا أن الخطوة ستضر بشكل كبير بعض الدول التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على موسكو“.
وأضافت الصحيفة أنه ”في ألمانيا، التي تحصل على 35% من وارداتها من الغاز من روسيا، ستواجه الصناعات الكثيفة الاستخدام للطاقة مثل صناعة الصلب ضغوطًا وقيودًا على الإنتاج“.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم: ”إما أن تفرض الحكومات قيودًا على استخدام الطاقة، أو ستصبح الأسعار مرتفعة جدًا بحيث يصبح استخدامها غير اقتصادي“.