علي جمعة: المنافقون خطر داهم على المجتمع.. وسرعان ما ينتهي أمرهم
أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن المنافقين خطرًا داهمًا على الإنسان والمجتمع وعلى الإسلام، لأنهم منسوبون إليه وهم في الحقيقة أعداؤه، ويخرجون عداوته في كل قالب.
المنافقين خطر على المجتمع
وقال علي جمعة إن المنافقين هم أهل الجبن والدسيسة، وأنهم لعبوا دورًا كبيرًا في الوقيعة بين المسلمين وتقليب أحزاب الكفر عليهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عوامل الهدم والانقراض تعمل فيهم، وأنهم سرعان ما سينتهي أمرهم ويبطل مفعول مكرهم وشرهم.
وكتب علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "يعد النفاق والمنافقون خطرا داهما وشرا مستطيرا على الإنسان والمجتمع، لذا حذر الإسلام من النفاق وأهله، وأنزل الله عز وجل سورة باسمهم، تسمى بسورة المنافقون، قال تعالى: (إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ * وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [المنافقون:1-4].
خطر شديد على الإسلام
وقال: "ووجه خطرهم الشديد على الإسلام أنهم منسوبون إليه وهم في الحقيقة أعداؤه، ويخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وصلاح، وهو غاية الجهل والإفساد، لذا كانوا أعظم خطرا وضررا من الكفار المجاهرين."
وأضاف: "فالمنافقون هم أهل الجبن والدسيسة، وقد لعبوا دورا كبيرا في الوقيعة بين المسلمين وتقليب أحزاب الكفر عليهم، بل وإيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والإساءة إلى عرضه، ومع ذلك صبر رسول الله عليهم لعلمه أن عوامل الهدم والانقراض تعمل فيهم، وأنهم سرعان ما سينتهي أمرهم ويبطل مفعول مكرهم وشرهم."
المنافقون تآمروا على الرسول
وتابع علي جمعة قائلًا: “فعن جابر رضي الله عنه قال: كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فسمع ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال دعوى جاهلية، قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال: دعوها فإنها منتنة، فسمع بذلك عبد الله بن أبي بن سلول -وكان رأس المنافقين- فقال: فعلوها أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقام عمر فقال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه”. (البخاري).
وقال: "وأتى عبد الله بن عبد الله بن أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبي فيما بلغك عنه، فإن كنت لابد فاعلا فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني، وإني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمشي في الناس فأقتله، فأقتل رجلا مؤمنا بكافر، فأدخل النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا (السيرة النبوية لابن هشام)".
واختتم حديثه قائلًا: "لقد كان المنافقون يتآمرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليلا ونهارا، في أوقات السلم والحرب، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آثر في معاملته معهم العفو والحلم والصبر، مع أخذ الحذر والحيطة في التعامل معهم".