علي جمعة يكشف الطريق الصحيح لتأييد الله ونصرته للمؤمن
كشف الدكتور على جمعة، المفتي السابق للجمهورية، عن الطريق الذي يجعل الله يؤيد إنسانا وينصره، وألا يهزمه أحد، مؤكدًا أن إصلاح القلب يؤدي الى إصلاح العمل.
طريق تأييد الله للإنسان
وقال إن رسول الله كان يطالب دائمًا بأن يصلح الله خُلقه كما حسن خلقه، فكان عليه من الجمال والجلال ما يجعل كل من يراه ينبهر بجماله، لكن لا يستطيع وصفه، وطالب بتجديد الإيمان وفتح صفحةً جديدةً مع الله كل حين، حتى لا نكون من الغافلين.
وكتب علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "كان سيدنا رسول الله ﷺ يأمرنا بالتعمير وينهانا عن التدمير، يأمرنا بإصلاح النفس وينهانا عن الفساد في الأرض، يأمرنا بالنية الصالحة وينهانا عن الشرك وعن الرياء الخفي "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم" .
وقال جمعة "ومن هنا فإنك إذا أصلحت ما في قلبك- ولا يطلع عليه إلا الله- صلح ظاهرك وحسن عملك ووجدت الله معك فأنت في معية الله حينئذٍ ويا نعم المعية إنه يؤيدك ويناصرك ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ لن تجد غالبًا لك أبدا فأصلح حال قلبك مع الله يصلح عملك، وسيدنا النبي ﷺ كان ينظر إلى المرآة ويقول: «اللهم كما حسّنت خلقي فحسن خُلقي» الله اصطفاه من أجل خُلقه وحسّن خَلقه فكان يدعو بهذه الدعوة يعلمنا نحن بها، لقد كان في منظره ومظهره أجمل الناس وكانت الصحابة تهاب تنظر إليه فلما جاء الجيل الثاني –التابعون- وسألوا الصحابة عن وصف سيدنا رسول الله ﷺ صفوه لنا كيف كان؟ اعتذروا وتبيّن لهم أنهم كانوا لا يصوبون له النظر من جماله وجلاله ﷺ «اللهم كما حسّنت خلقي».
وصف رسول الله
وأضاف على جمعة "ولم يرد وصفٌ للنبي ﷺ إلا عن هند بن أبي هالة رضي الله تعالى عنه وكان هند ربيبًا لرسول الله فهو ابن السيدة خديجة عليها السلام تربي في حجر النبي ﷺ وهو صغير فنظر إليه وحفظ شكله ووصفه للمسلمين والحمد لله رب العالمين، ووصفته أم معبد وكانت امرأةً مشركة مر عليها النبي ﷺ فرأت البركة قد حلت في المكان بقدوم ذلك الغريب، فحكت وصفه لزوجها ثم منّ الله عليهما بالإسلام والحمد لله رب العالمين أن وصلنا صفة النبي ﷺ «اللهم كما حسّنت خلقي فحسن خُلقي»
وتابع الدكتور على جمعة: "ربنا وصفه فقال: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ كان رسول الله ﷺ في قلبه جميلا أخلص النية لله وأمرنا أن نخلص النية لله؛ فقال: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى» فمتى ترى كون الله معك أيها المؤمن؟ عندما تخلي قلبك من السوى- سوى الله- وتحليه بالله فيحدث فيه التخلي بعده التحلي فيحدث التجلي وترى الله سبحانه وتعالى معك في كل شيء ؛تراه وهو يعينك ويؤيدك ويوفقك وينصرك، فإذا أردت الدنيا فعليك بالله، وإذا أردت الآخرة فعليك بالله، وإذا أردتهما معًا فعليك بالله"
اللجوء إلى الله
وقال "ولذلك كان النبي ﷺ يقول: «أحسن ما قلت وقال النبيون من قبلي لا إله إلا الله» يعني لا معبود بحقٍ سواه ويقول: «جددوا إيمانكم» افتحوا صفحةً جديدةً مع الله كل حين، حتى لا تكون من الغافلين وتكون من الذاكرين وتمتثل لقوله تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾، ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ﴾، ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾، كنزٌ من كنوز الجنة ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، ﴿وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ﴾ .
وأضاف "أمرنا بالذكر وبيّن فوائده، حتى سمّى القرآن ذكرا ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾، فالنبي ﷺ يقول: «جددوا إيمانكم» افتحوا صفحةً جديدةً مع الله، انس ذنوبك وتقصيرك تب إليه والتجئ، اعزم على فتحٍ صفحةٍ جديدة لا تسودها؛ وإن سودتها فعد مرةً أخرى للتوبة فـ«كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» لا تيأس من رحمة الله ولا من روح الله، قالوا: كيف نجدد إيماننا يا رسول الله؟ قال: «قولوا لا إله إلا الله» يسر الدين للناس هكذا نقول "لا إله إلا الله" فتفتح لنا صفحة جديدة مع الرحمن الرحيم، الملك القدوس، رب العالمين".
وتابع علي جمعة: "افتح صفحةً جديدةً مع الله فإنه لا يناله منك نفعٌ ولا ضر، أنت محتاجٌ إليه وهو لا يحتاج إلى أحدٍ في العالمين؛ لأنه هو رب العالمين، افتح صفحةً جديدة من غير استمارات ولا طوابير ولا شيء من ذلك قل: (لا إله إلا الله) تفتح صفحةً جديدةً مع ربك، انظر إلى نفسك بعد ذلك وإلى عملك وكن من المعمرين لا المدمرين، من المصلحين لا المفسدين.
واختتم علي جمعة حديثه قائلًا: "صححوا ما بينكم وبين الله، خلوا قلوبكم من القبيح وحلوها بالصحيح؛ فسوف ترون التجلي الرجيح بالأنوار وكشف الأسرار بأن ترى الله معك في كل شيء، وفي كل شيءٍ له آيةٌ * تدل على أنه واحد".