من الجهل بالكتابة لحب ابن الجيران.. عبد الرحمن الخميسي يروي قصة اكتشاف سعاد حسني
في مذكرات الصحفى الشاعر عبد الرحمن الخميسى جزء كبير عن سندريلا الشاشة سعاد حسنى حيث ـ رحلت فى مثل هذا اليوم عام 2001 ـ يقول عنها: حين التقيت سعاد حسنى لأول مرة وكان في بيت زوج أمها السيدة جوهرة وكانت سعاد ليس لها علاقة تماما بالفن سوى من تجربتها بالإذاعة مع برنامج بابا شارو الذى غنت فيه أغنية "أنا سعاد أخت القمر".
وأضاف "الخميسى" في مذكراته لم تكن لسعاد حسنى أى علاقة بالسينما لا مع أختها نجاة في فيلم غريبة ولا مع غيرها وكان كل اهتمامها البحث عن عمل لتعين أسرتها على مشاق الحياة وخاصة بعد طلاق والدتها السيدة جوهرة.
جاهلة بالقراءة والكتابة
ساعدتها في البحث عن عمل بالكتابة على الآلة الكاتبة لكني صدمت عندما علمت أنها لا تقرأ ولا تكتب بسبب قناعة والدها أن البنات للزواج لا للتعليم، وأيضا بسبب عدم استقرارها في مكان واحد فقد كانت متنقلة بين بيت والدها وبيت والدتها.
وعندما بدأت سعاد حسنى الخامسة عشرة عام 1957 وهى لم تحصل على شهادة دراسية وكنت في ذلك الوقت أعد لمسلسل إذاعى باسم "حسن ونعيمة" فاخترت سعاد لتقديم نعيمة، لكن رفض المخرج محمد توفيق الذى كان قد اختار كريمة مختار للدور، ونجح المسلسل وتحول إلى فيلم سينمائى رشح لبطولته عبد الحليم حافظ وفاتن حمامة، وتقوم سعاد بدور صديقة نعيمة، ورفض عبد الوهاب صاحب الشركة المنتجة هذا الاختيار وطلب أن يكون البطلين وجهين جديدين في القصة الشعبية ليختار سعاد حسنى ومعها محرم فؤاد.
من المعروف أنه بعد أن قدم عبد الرحمن الخميسى اكتشافه سعاد حسنى إلى المخرج هنرى بركات وقبل تصوير "حسن ونعيمة" أسند الخميسى إلى الفنانة إنعام سالوسة والفنان إبراهيم سعفان الذى كان أستاذا للغة العربية مهمة تعليم سعاد القراءة والكتابة لأنها لم تلتحق بمدارس نظامية بسبب ظروفها العائلية إذ ساعدها إبراهيم سعفان على تعلم اللغة العربية في 6 أشهر، بما يعادل درجة طالب في الإعدادية.
وعلى الجانب الآخر تقول سعاد حسنى: لم أكن أتخيل يوما أن أصبح ممثلة بل كنت أخطط لأكون مطربة مثل أختى نجاة، لكن الصدفة وحدها لعبت الدور لأدخل مجال التمثيل عن طريق أستاذي الكاتب الشاعر عبد الرحمن الخميسى حين اختارنى للقيام بدور أوفيليا فى مسرحية هاملت التى كان يعد لها فى المسرح، وإذا بالمسرحية لم تكتمل ويتم ترشيحى لدور الفتاة الفلاحة البسيطة فى فيلم "حسن ونعيمة" الذى عرفنى من خلاله المشاهدين، فكانت البداية التي لم أعد لها.
بنت شبرا
ويعترف الخميسى بأن سعاد حسنى فى فترة اكتشافها كانت تحب ابن الجيران فقد حكت عنه وقالت: أحببت وأنا فى الثالثة عشر قبل عملى بالسينما وكنت فى ذلك الوقت اعيش بحى شبرا عند شقيقتى الكبرى، أحببت ابن الجيران وكان واحدا من ثلاثة يحومون حولى أحدهم أرسل لى خطاب من فوق السطوح واحدهم كان يركب دراجة والثالث كان بطلا فى الكرة الشراب وقد احببت صاحب الدراجة وكانت اختى الكبرى شديدة الذكاء فقد جمعتنى معه فى زيارة لحديقة الحيوانات حتى لا احتاج الى الخروج معه وحدي.
يقول الخميسى: لقد كان مجرد احساس مرحلة ما قبل المراهقة لفتاة فى الثالثة عشرة وانتهى دون أن يبقى فى قلب سعاد أو نفسها إلا الذكريات.